137 -" إن هذا إلا خلق الأولين " ما هذا الذي جئتنا به إلا كذب الأولين ، أو ما خلقنا هذا إلا خلقهم نحيا ونموت مثلهم ولا بعث ولا حساب ، وقرأ نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة (( خلق الأولين )) بضمتين أي ما هذا الذي جئت به إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله ، أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا خلق الأولين وعادتهم ونحن بهم مقتدون ، أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة قديمة لم تزل الناس عليها .
138 -" وما نحن بمعذبين " على ما نحن عليه .
139 -" فكذبوه فأهلكناهم " بسبب التكذيب بريح صرصر . " إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين " .
140 -" وإن ربك لهو العزيز الرحيم " .
141 -" كذبت ثمود المرسلين " .
142 -" إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون " .
143 -" إني لكم رسول أمين " .
144 -" فاتقوا الله وأطيعون " .
145 -" وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " .
146 -" أتتركون في ما هاهنا آمنين " إنكار لأن يتركوا كذلك أو تذكير للنعمة في تخلية الله إياهم وأسباب تنعمهم آمنين ثم فسره بقوله :
147 -" في جنات وعيون " .
148 -" وزروع ونخل طلعها هضيم " لطيف لين للطف الثمر ، أو لأن النخل أنثى وطلع وإناث النخل ألطف وهو ما يطلع منها كنصل السيف في جوفه شماريخ القنو ، أو متدل منكسر من كثرة الحمل ، وإفراد الـ " نخل " لفضله على سائر أشجار الجنات أو لأن المراد بها غيرها من الأشجار .
149 -" وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين " بطريف أو حاذقين من الفراهة وفي النشاط ، فإن الحاذق يعمل بنشاط وطيب قلب . وقرأ نافع و ابنن كثير و أبو عمرو (( فرهين )) وهو أبلغ من (( فارهين )) .
150 -" فاتقوا الله وأطيعون "
151 -" ولا تطيعوا أمر المسرفين " استعير الطاعة التي هي انقياد الأمر لامتثال الأمر ، أو نسب حكم الآمر إلى أمره مجازاً .
152 -" الذين يفسدون في الأرض " وصف موضح لإسرافهم ولذلك عطف : " ولا يصلحون " على يفسدون دلالة على خلوص فسادهم .
153 -" قالوا إنما أنت من المسحرين " الذين سحروا كثيراً حتى غلب على عقلهم ، أو من ذوي السحر وهي الرئة أي من الأناسي فيكون :
154 -" ما أنت إلا بشر مثلنا " تأكيداً له . " فأت بآية إن كنت من الصادقين " في دعواك .
155 -" قال هذه ناقة " أي بعدما أخرجها الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها . " لها شرب " نصيب من الماء كالسقي والقيت للحظ من السقي والقوت وقرئ بالضم . " ولكم شرب يوم معلوم " فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها .
156 -" ولا تمسوها بسوء " كضرب وعقر . " فيأخذكم عذاب يوم عظيم " عظم اليوم لعظم ما يحل فيه ، وهو أبلغ من تعظيم العذاب .
157 -" فعقروها " أسند العقر إلى كلهم لأن عاقرها إنما عقرها برضاهم ولذلك أخذوا جميعاً . " فأصبحوا نادمين " على عقرها خوفاً من حلول العذاب لا توبة ، أو عند معاينة العذاب ولذلك لم ينفعهم .
158 -" فأخذهم العذاب " أي العذاب الموعود . " إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين " في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب ، وإن قريشاً إنما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم .
159 -" وإن ربك لهو العزيز الرحيم " .