45-" وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " .
46-" من نطفة إذا تمنى " تدفق في الرحم أو تخلق ، أويقدر منها الولد من منى إذا قدر .
47-" وأن عليه النشأة الأخرى " الإحياء بعد الموت وفاء بوعده ، وقرأ ابن كثير و أبو عمرو النشاءة بالمدة وهو أيضاً مصدر نشأ .
48-" وأنه هو أغنى وأقنى " وأعطى القنية وهو ما يتأثل من الأموال ، وإفرادها لأنها أشرف الأموال وأرضى وتحقيقه جعل الرضا له قنية .
49-" وأنه هو رب الشعرى " يعني العبور وهي أشد ضياء من الغميصاء ، عبدها أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم وخالف قريشاً في عبادة الأوثان ،ولذلك كانوا يسمون الرسول صلى الله عليه وسلم ابن أتي كبشة ، ولعل تخصيصها للإشعار بأنه عليه الصلاة والسلام وإن وافق أبا كبشة في مخالفاتهم خالفه أيضاً في عبادنها .
50-" وأنه أهلك عاداً الأولى " القدماء لأنهم أولى الأمم هلاكاً بعد قوم نوح عليه الصلاة والسلام .وقيل " عاداً الأولى " قوم هود وعاد الأخرى إرم وقرئ عاداً لولي بحذف الهمزة ونقل ضمها إلى لام التعريف وقرأ نافع و أبو عمرو عاداً لولي بضم اللام بحركة الهمزة وبإدغام التنوين ، وقالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة في موضع الواو .
51-" وثمود " عطف على " عادا" لأن ما بعده لا يعمل فيه ، وقرأ عاصم و حمزة بغير تنوين ويقفان بغير الألف والباقون بالتنوين ويقفون بالألف " فما أبقى " الفريقين .
52-" وقوم نوح " أيضاً معطوف عليه . " من قبل " من قبل عاد وثمود " إنهم كانوا هم أظلم وأطغى " من الفريقين لأنهم كانوا يؤذونه وينفرون عنه ويضربونه حتى لا يكون به حراك .
53-" والمؤتفكة " والقرى التي ائتفكت بأهلها أي انقلبت وهي قرى قوم لوط . " أهوى " بعد أن رفعها فقلبها .
54-" فغشاها ما غشى " فيه تهويل وتعميم لما أصابهم .
55-" فبأي آلاء ربك تتمارى " تتشكك والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، أو لكل أحد والمعدودات وإن كانت نعماً ونقماً سماها " آلاء " من قبل ما في نقمه من العبر والمواعط للمعتبرين ،والانتقام للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين .
56-" هذا نذير من النذر الأولى " أي هذا القرآن إنذار من جنس الإنذارات المتقدمة أو هذا الرسول نذير من جنس المنذرين الأولين .
57-" أزفت الآزفة " دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله تعالى : " اقتربت الساعة " .
58-" ليس لها من دون الله كاشفة " ليس لها نفس قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله لكنه لا يكشفها ، أو الآ، بتأخيرها إلا الله ، أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله إذ لا يطلع عليه سواه ، أو ليس لها من غير الله كاشف على أنها مصدر كالعافية .
59-" أفمن هذا الحديث " يعني القرآن " تعجبون " إنكاراً .
60-" وتضحكون " استهزاء ." ولا تبكون " تحزناً على ما فرطتم .
61-" وأنتم سامدون " لا هون أو مستكبرون من سمد البعير في مسيره إذا رفع رأسه ، أو مغنون لتشغلوا الناس عن استماعه من الثمود وهو الغناء .
62-" فاسجدوا لله واعبدوا " أي واعبدوه دون الآلهة . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة النجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحد به بمكة " .
1-" اقتربت الساعة وانشق القمر " روي أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر . وقيل معناه سينشق يوم القيامة ويؤيد الأول أنه قرئ وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر ، وقوله :
2-" وإن يروا آية يعرضوا " عن تأملها والإيمان بها ." ويقولوا سحر مستمر " مطرد وهو يدل على أنهم رأوا قبله آيات أخر مترادفة ومعجزات متتابعة حتى قالوا ذلك ، أو محكم من المرة يقال أمررته فاستمر إذا أحكمه فأستحكم ، أو مستبشع من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته أو مار ذاهب لا يبقى .
3-" وكذبوا واتبعوا أهواءهم " وهو ما زين لهم الشيطان من رد الحق بعد ظهوره وذكرهما بلفظ الماضي للإشعار بأنهما من عادتهم القديمة . " وكل أمر مستقر " منته إلى غاية من خذلان أونصر في الدني وشقاوة ، أو سعادة في الآخرة فإن الشيء إذا انتهى إلى غايته ثبت واستقر وقرئ بالفتح أي ذو مستقر بمعنى استقرار وبالكسر والجر على أنه صفة أمر ، وكل معطوف على الساعة .
4-" ولقد جاءهم " في القرآن " من الأنباء " أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة . " ما فيه مزدجر " ازدجار من تعذيب أو وعيد وتاء الافتعال تقلب دالاً مع الذال و الدال والزاي للتناسب ، وقرئ مزجر بقلبها زاياً وإدغامها .
5-" حكمة بالغة " غايتها لا خال فيها وهي بدل من ما أو خبر لمحذوف ،وقرئ بالنصب حالاً من ما فإنها موصولة أو مخصوصة بالصفة نصب الحال عنها ." فما تغن النذر " نفي أو استفهام إنكار ، أي فأي غناء تغني النذر وهو جمع نذير بمعنى المنذر ن أو المنذر منه أو مصدر بمعنى الإنذار .
6-" فتول عنهم " لعلمك بأن الإنذار لا يغني فيهم " يوم يدع الداع " إسرافيل ،ويجوز أن يكون الدعاء فيه كالأمر في قوله " كن فيكون " وإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة للتخفيف وانتصاب " يوم " بـ" يخرجون " أو بإضمار اذكر " إلى شيء نكر " فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد مثله وهو هول يوم القيامة ، وقرأ ابن كثير بالتخفيف ، وقرئ نكراً بمعنى أنكر .