الليالي العشر .. تقرب إلى الله في العشر من ذي الحجة


908

 

«الليالي العشر» .. تقرب إلى الله في العشر من ذي الحجة

 

هلت أيام الحج واجتماع أمهات العبادات؛ فضيوف الرحمن ممن نالوا النعمة الكبرى يفدون للبيت الحرام ملبين مهللين خاشعين، وعباد الله في أرجاء المعمورة يشاركونهم العبادة في أيام الله ويحصلون على الأجر الأسمى على الإطلاق، وقد أقسم الله بها في كتابه وأخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأنها «أفضل أيام الدنيا» (البخاري) .

 

فضل عشر ذي الحجة:

 

أقسم الله تعالى بها في كتابه فقال {والفجر">وليال عشر} ]الفجر:3[

وتشمل تلك الأيام يوم عرفة ويوم النحر، ويقول النبي «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ».

وأبلغنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بفضل العتق فيها لقوله «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ. فَيَقُولُ: مَا أَرادَ هؤلاء»(رواه مسلم)

وهي الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، قال تعالى: }ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام{ [الحج:28]

وقد قال رسول الله  : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»

وقال الحافظ بن حجر أن تلك الأيام هي التي تجتمع فيها العبادات من صلاة وصيام وصدقة وحج.

 

ما هي الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة؟

 

  1. أن تحج لمن استطاع: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما . والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»(متفق عليه).
  2. أن تصوم : كان النبي ص يحث على العمل الصالح في تلك الأيام، ونقلت زوجاته عنه أنه «كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر»(النسائي)، وكان يقول «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»(مسلم)
  3. أن تهلل وتكبر وتحمد: قال رسول الله « ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» (متفق عليه)،   وكان الصحابة يجهرون بالتلبية في كل مكان، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

وكان علي رضي الله عنه يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي

الإمام من آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد العصر" (ابن حجر).               

  كيف تكون صيغة التكبير؟

عن النبي صلى الله عليه وسلم  "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد "

  1. أن تضحي يوم العيد لمن استطاع وتحضر صلاة العيد، ففي التضحية معنى جليل بالفداء والتصدق والفرح والشكر لنعم الله وقد كان النبي يضحي   في كل عام بالمدينة بكبشين وذلك بعد أن يصلي العيد مع المسلمين.
  2. أكثر من أعمال البر: وهي أعمال وجب اغتنامها، وأعظمها الصوم الذي اختص الله نفسه بالجزاء عنه، وكانت من الأعمال الصالحات التي حث النبي على إتيانها.         قال النبي: "صيام واحد في هذه الأيام يساوي صوم سنة كاملة ، وعبادة ليلة واحدة خلال هذه الفترة تساوي العبادة في ليلة القدر" (الترمذي). ويمكن أن تفكر في إحياء السنن المهجورة عن النبي أو التي يقل اتباعها بين المؤمنين لقوله : «مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيئٌ»(الترمذي)

  تب إلى الله توبة خالصة من كل ذنب واصنع برنامجا للعبادة والتدبر في اليوم والليلة. فإذا كنت تترك صلاة الفجر عليك بالعودة إليها وإذا كنت تترك قيام الليل فاغتنم تلك الباقيات ، وقد حان الوقت لأن تعود لكتاب الله وتنشيء علاقة جديدة معه، تتدبر معانيه وتنفذ ما فيه من هدي، وأن تعود لسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم  وأدعيته وأقواله وتسعى لامتثالها.

 

 





كلمات دليلية:




لا جدال في الذواق والألوان