حكم الصلاة مع جماعة يجمعون الظهر والعصر بدون عذر

فتاوى نور على الدرب

423

س : الأخ : م . إ . ف . م ، من السودان ، ومقيم في المملكة ، يقول : هناك مكان نعمل فيه ، ويوجد به عدد من الناس يقيمون صلاة الجماعة ، لكني لا أكون معهم للأسباب الآتية : أولا : أنهم يجمعون صلاة الظهر والعصر دائما فهل تصح الصلاة معهم ؟ وجهونا جزاكم اللَّه خيرا

ج : ليس للمسلم أن يجمع بين الصلاتين في الحضر من دون علة ؛ كالمرض أو الاستحاضة للمرأة ، بل يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها ، الظهر في وقتها ، والعصر في وقتها ، والمغرب في وقتها ، والعشاء (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 436) في وقتها ، ولا يجوز الجمع بين الصلاتين من دون علة شرعية ، وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى في المدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا ، يعني : الظهر والعصر والمغرب والعشاء هذا عند أهل العلم لعلة ، قال بعضهم : إنه كان هناك وباء ؛ مرض فشق على المسلمين ، وجمع بينهم عليه الصلاة والسلام ، ولم يحفظ إلا مرة واحدة عليه الصلاة والسلام ، لم يحفظ أنه فعل إلا مرة واحدة ، لم يحفظ أنه كان يفعل هذا في أوقات متعددة أو دائما ، إنما جاء هذا مرة واحدة ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، عن النبي عليه الصلاة والسلام . وقال آخرون : إن الجمع صوري ، وليس بحقيقي ، وإنما صلى الظهر في وقتها في آخره ، والعصر في أوله ، والمغرب في آخره ، والعشاء في أوله . وهذا رواه النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا أخر الظهر وعجل العصر ، وأخر المغرب وعجل العشاء فسمي جمعا ، والحقيقة أنه صلى كل صلاة في وقتها ، وهذا جمع منصوص في الرواية من الصحيح عن ابن عباس ، فيتعين القول به ، وأنه جمع صوري ، فلا ينبغي لأحد أن يحتج بذلك على الجمع بغير عذر . (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 437) أما أنت أيها السائل فلك أن تصلي معهم الظهر والمغرب في وقتها ، أما العشاء فلا تجمعها مع المغرب ، ولا تصل معهم العصر ولا العشاء ، هذا إذا كانوا من أهل السنة ، أما إن كانوا من غير أهل السنة فلا تصل معهم حتى تعلم أنهم ليسوا يتعاطون شيئا من الشرك ، كالذي يدعو البدوي ، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم من الناس هذا يعتبر من الشرك الأكبر : يا سيدي المدد المدد اشف مريضي انصرني ، أغثني . هذا من الشرك الأكبر ، فهؤلاء لا يصلى خلفهم ، ولا يصلى معهم ، بل ينصحون ويوجهون ويعلمون ، فالحاصل أن الواجب على المسلم أن يتحرى في صلاته ، وألا يصلي خلف من يظن به الشرك أو البدعة المكفرة ، وأن يتحرى الأئمة الطيبين المعروفين بالاستقامة ، والسير على مذهب أهل السنة والجماعة من أهل التوحيد والإيمان ؛ حتى يحتاط لدينه ويحتاط لصلاته ، ولا يصلي خلف القبوريين الذين يعرفون بالغلو في القبور ودعاء أهلها ، كالذين يغلون في البدوي أو غير البدوي ، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم من الناس ، ويطلبونهم المدد ، يطلبون منهم الغوث ، هذا كفر أكبر لا يصلى خلف صاحبه نسأل الله السلامة ، لكن يدعى إلى الله ، ويعلم وينصح ويوجه إلى الخير ؛ لأن : الدين النصيحة والله يقول سبحانه : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن . (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 438) ويقول سبحانه : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين . ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : من دل على خير فله مثل أجر فاعله ويقول عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر : فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم هؤلاء يدعون إلى الله ، ويعلمون ولا يصلى خلفهم ؛ حتى يتوبوا إلى الله من الشرك ، وحتى يدعوا ما عندهم من البدع المكفرة ، نسأل الله للجميع الهداية .






كلمات دليلية:




بيان العذر الشرعي للمتخلف عن جماعة المسجد_3