حكم زيارة القبور وأدلة ذلك

فتاوى نور على الدرب

719

س : يسأل عن الآداب التي يجب الإحاطة بها عند زيارة المقابر ، وهل حث الإسلام على زيارة القبور ، وزارها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأجاز للنساء زيارة القبور ؟ وهل جاء في القرآن الكريم شيء عن زيارة قبور الصالحين كما قال تعالى : وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﮢﮥﮧﯰ ﭯﰹﰒﮬﭰﮕﰙ ﰴﮤﭯﮞﯣﭓ ﭖﮢﮞﮤﯚﭧ ﭲﮙﰠﮍﱈﮛﰶﭾ ﭲﯹﭔﭾﮬ ﭖﮢﭟﮤﯚﮉﭓ ﮢﮥﮧﯰ ﭯﮣﭙﰱﭾﱇ ﰴﮤﭯﮞﯣﭤ ﭕﮣﭩﱇﯟﰟﮞﰞﰏﱐ ﭘ وجهونا

ج : زيارة القبور سنة مؤكدة من فعل النبي وقوله عليه الصلاة والسلام ؛ لما فيها من التذكير بالموت والتذكير بالآخرة ، والسنة أن يزورها المؤمن بخشوع ورغبة في الآخرة ، وقصد للاعتبار والذكر ، ورحمة الأموات والدعاء لهم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكر الموت خرجه مسلم في صحيحه . وكان النبي يزورها بين وقت وآخر في الليل والنهار ، يزورها ويسلم عليهم عليه الصلاة والسلام ، ويدعو لهم ويقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 434) يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين أسأل الله لنا ولكم العافية يغفر الله لنا ولكم ، كان هذا من فعله عليه الصلاة والسلام ، فالمؤمن يسن له أن يزورها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولقوله : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة والمقصود من الزيارة الدعاء لهم ، الدعاء للميتين بالمغفرة والرحمة ، وذكر الآخرة وذكر الموت ، والتأهب لذلك ، هذا المقصود ، ومن آدابها أنه لا يصلي عند القبور ولا يجلس عندها للدعاء والقراءة ، وإنما يسلم بخشوع ورغبة في الآخرة ، وخوف من عذاب الله ، وقصد علاج قلبه حتى لا يموت ، إذا تذكر الموت والقبور صار هذا أدعى لاستعداده للآخرة ، وألين للقلب ، يذكر الموت ويذكر الآخرة ، ويذكر جمع الناس يوم القيامة ، فيلين قلبه ، فزيارة القبور تلين القلوب ، وتذكرها بالآخرة وبالموت ، فيكون ذلك من أسباب الاستعداد والحذر من الركون إلى الدنيا ، لكن لا يصلي عندها ولا يطوف بها ، ولا يسأل أهلها شيئا ، الصلاة عندها بدعة من وسائل الشرك ، والقراءة عندها بدعة ، والجلوس عندها للدعاء بدعة ، أما الطواف بها فشرك بالله ، إذا طاف يتقرب إلى أصحاب القبور فهذا شرك أكبر ، كالدعاء ، كدعائها والاستغاثة بأهلها ، والنذر لهم ، والذبح لهم ، (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 435) هذا شرك أكبر ، كما يفعل عند بعض القبور ، يقول : يا سيدي انصرني ، أو : اشف مريضي ، أو : أنا بحسبك ، أو : اشفع لي . أو ما أشبه ذلك ، كل هذا من الشرك الأكبر لا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند قبور الصحابة ولا عند غيرهم ، إنما يسلم عليهم ويدعو لهم ، يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية هكذا ، وليس للمؤمن أن يسألهم أو يستغيث بهم ، أو ينذر لهم ، أو يذبح لهم ، كل هذا من الشرك الأكبر ، ولا يطوف تقربا إليهم ، هذا شرك أكبر ، أما لو طاف يحسب أنه مشروع يقصد التقرب إلى الله بالطواف فهذا بدعة ، منكر ؛ لأنه من وسائل الشرك ، الطواف خاص بالكعبة ، أما إذا طاف يتقرب إليهم ويريد شفاعتهم ، أو أن ينفعوه فهذا شرك أكبر ، كدعائهم من دون الله ، والاستغاثة بهم والنذر لهم ، كله شرك أكبر ، كما يفعل عند البدوي أو عند الشيخ عبد القادر في العراق ، أو عند قبر أبي حنيفة ، أو عند قبر الحسن والحسين في مصر ، كل هذا شرك أكبر ، دعاؤهم والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، وهكذا ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعاء الاستغاثة به وطلبه النصر ، طلبه شفاء المرضى ، كل ذلك من الشرك الأكبر ، نسأل الله العافية ، أما النساء فلا ، أما النساء فليس لهن زيارة (الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 436) للقبور ، النساء لا يزرن القبور ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهن عن هذا ، ولعن زائرات القبور ؛ ولأنهن فتنة وصبرهن قليل ، وأما قوله : ولا تقم على قبره هذا نهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف على قبور المنافقين والصلاة عليهم ، أما المسلم يوقف على قبره ويدعى له بعد الموت بعد الدفن ، إذا دفن يوقف عليه ويسأل له التثبيت والمغفرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان إذا فرغ من دفن الميت عليه الصلاة والسلام قال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل فالمؤمن يوقف عند قبره ويسأل له المغفرة والثبات ، أما المنافق فلا يصلى عليه ، ولا يوقف عند قبره ، نسأل الله العافية والسلامة .






كلمات دليلية:




الدعاء مشروع وليس بواجب في الصلاة