هلت أيام الحج واجتماع أمهات العبادات؛ فضيوف الرحمن ممن نالوا النعمة الكبرى يفدون للبيت الحرام ملبين مهللين خاشعين، وعباد الله في أرجاء المعمورة يشاركونهم العبادة في أيام الله ويحصلون على الأجر الأسمى على الإطلاق، وقد أقسم الله بها في كتابه وأخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأنها «أفضل أيام الدنيا» (البخاري) .
أقسم الله تعالى بها في كتابه فقال {والفجر">وليال عشر} ]الفجر:3[
وتشمل تلك الأيام يوم عرفة ويوم النحر، ويقول النبي «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ».
وأبلغنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بفضل العتق فيها لقوله «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ. فَيَقُولُ: مَا أَرادَ هؤلاء»(رواه مسلم)
وهي الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، قال تعالى: }ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام{ [الحج:28]
وقد قال رسول الله ﷺ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»
وقال الحافظ بن حجر أن تلك الأيام هي التي تجتمع فيها العبادات من صلاة وصيام وصدقة وحج.
وكان علي رضي الله عنه يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي
الإمام من آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد العصر" (ابن حجر).
كيف تكون صيغة التكبير؟
عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد "
تب إلى الله توبة خالصة من كل ذنب واصنع برنامجا للعبادة والتدبر في اليوم والليلة. فإذا كنت تترك صلاة الفجر عليك بالعودة إليها وإذا كنت تترك قيام الليل فاغتنم تلك الباقيات ، وقد حان الوقت لأن تعود لكتاب الله وتنشيء علاقة جديدة معه، تتدبر معانيه وتنفذ ما فيه من هدي، وأن تعود لسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وأدعيته وأقواله وتسعى لامتثالها.