islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

المنتخب في تفسير القرآن الكريم
11314

67-الملك

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

تعالى وازدادت بركات مَن يملك - وحده - التصرف فى جميع المخلوقات، وهو على كل شىء تام القدرة.

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

الذى خلق الموت والحياة لغاية أرادها، هى أن يختبركم أيكم أصلح عملا وأخلص نية، وهو الغالب الذى لا يعجزه شىء.<BR>العفوُّ عن المقصرين.

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ

الذى أبدع سبع سموات متوافقة على سنَّة واحدة من الإتقان.<BR>ما ترى فى صنع الله - الذى عمَّت رحمته خلقه - أى تفاوت.<BR>فأعد بصرك.<BR>هل تجد أى خلل؟.

ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ

ثم أعد البصر مرة بعد مرة.<BR>يرجع إليك البصر مردودًا عن إصابة ما التمس من عيب، وهو متعب كليل.

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ

ولقد زيَّنا السماء القريبة التى تراها العيون بكواكب مضيئة، وجعلناها مصادر شهب، يُرْجَم بها الشياطين، وأعددنا لهم فى الآخرة عذاب النار الموقدة (1).<BR>----- (1) السماء كل ما علانا فأظلنا، وقال ابن سيده: هى خضم الفضاء بما فيه من الأجرام والشهب والصورة التى يراها سكان الأرض فى الليالى الصافية هى القبة الزرقاء تُزينها النجوم والكواكب وكأنها مصابيح.<BR>كما ترى الشهب تهوى محترقة فى أعالى جو الأرض.<BR>وما القبة الزرقاء إلا نتيجة لتلاقى ضوء الشمس والنجوم مع دقائق الغبار العالقة فى الهواء وجزئيات الهواء نفسه وتشتته بها.<BR>هذا فضلاً عن الظواهر الضوئية الخاصة التى تُزين السماء الدنيا مثل الشفق والفجر، والأضواء البروجية وأضواء الشمال أو الفجر القطبى، وكلها ظواهر متباينة ترجع إلى تفاعل الضوء مع غلاف الأرض الجوى ومجالها المغناطيسى.

وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

وللذين لم يؤمنوا بربهم عذاب جهنم، وساءت عاقبة لهم هذه العاقبة.

إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ

إذا طُرحوا فيها سمعوا لها صوتًا منكرًا، وهى تغلى غليانًا شديدًا.<BR>تكاد تتقطع وتتفرق من شدة الغضب عليهم.<BR>كلما أُلْقِىَ فيها جماعة منهم سألهم الموكلون بها - موبخين لهم -: ألم يأتكم رسول يحذركم لقاء يومكم هذا؟.

تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ

إذا طُرحوا فيها سمعوا لها صوتًا منكرًا، وهى تغلى غليانًا شديدًا.<BR>تكاد تتقطع وتتفرق من شدة الغضب عليهم.<BR>كلما أُلْقِىَ فيها جماعة منهم سألهم الموكلون بها - موبخين لهم -: ألم يأتكم رسول يحذركم لقاء يومكم هذا؟.

قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ

قالوا مُجيبين: قد جاءنا نذير فكذبناه، وقلنا: ما نزَّل الله من شىء عليك ولا على غيرك من الرسل ما أنتم - أيها المدعون للرسالة - إلا فى انحراف بعيد عن الحق.

وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ

وقالوا: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدعى إليه؛ ما كنا فى عداد أصحاب السعير.

فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ

فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم، فبعدًا لأصحاب السعير عن رحمة الله.

إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ

إن الذين يخافون ربهم - وهم لا يرونه - لهم مغفرة لذنوبهم، وثواب عظيم على حسناتهم.

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

واخفوا قولكم أو اعلنوه فهما عند الله سواء؛ لأنه عظيم الإحاطة، عليم بخفايا الصدور.

أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

أليس يعلم الخالق لجميع الأشياء خلقه، وهو العالم بدقائق الأشياء وحقائقها؟!

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

هو الذى جعل لكم الأرض طيِّعة مُيَسرة، فامشوا فى جوانبها، وكلوا من رزقه الذى يخرجه لكم منها، وإليه - وحده - البعث للجزاء.

أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ

أأمنتم من فى السماء - سلطانه - أن يقطع بكم الأرض، فيفاجئكم أنها تضطرب اضطرابًا شديدًا؟!

أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ

بل أأمنتم من فى السماء - سلطانه - أن يرسل عليكم ريحًا ترجمكم بالحصباء؟! فستعلمون حينئذ هول وعيدى لكم.

وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ

ولقد كذَب الذين من قبل قومك رسلهم، فعلى أى حال من الشدة كان إنكارى عليهم بإهلاكهم وأخذهم؟!

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ

هل أصابهم العمى ولم ينظروا إلى الطير فوقهم باسطات أجنحتهن، ويقْبِضْنَهُن - حينًا بعد حين ما يمسكهن أن يقعن إلا الرحمن؟! إنه بكل شىء عليم خبير.<BR>يعطيه ما يصلح عليه أمره (1).<BR>________<BR>(1) الصف هو أن يبسط الطائر جناحيه دون أن يحركهما.<BR>وفى طيران الطيور آيات معجزات لم تفهم بعضها إلا بعد تقدم علوم الطيران ونظريات الحركة الهوائية، ولكن أكثر ما يثير العجب هو أن يمضى الطائر فى الجو بجناحين ساكنين حتى يغيب عن الأبصار.<BR>وقد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب متن التيارات الهوائية المساعدة التى تنشأ إما من اصطدام الهواء بعالق ماء، أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن، فإذا ما كانت الريح خفيفة ظلت الأعمدة قائمة وصفَّت الطيور فى أشكال حلزونية، أمَّا إذا اشتدت انقلبت الأعمدة أفقيًا فتصف الطيور فى خطوط مستقيمة بعيدة المدى.<BR>وتتحلى الطيور عامة بخصائص منها: خفة الوزن، ومتانة البناء، وعلو كفاءة القلب، ودورة الدم، وجهاز التنفس، ودقة اتزانها، وانسياب أجسامها، وهى خصائص أودعها فيها العليم البصير لتحفظها فى الهواء حين تبسط جناحيها أو تقبضهما.<BR>إلا أن الطيور الصافة تتميز على سائر الطيور باختصار حجم عضلات صدورها مع قوة الأوتار والأربطة المتصلة بأجنحتها حتى تستطيع بسطها فترات طوال من جهد كبير.<BR>أما الطيور صغار الأحجام التى تعتمد فى طيرانها على الدفيف فإنها تضرب بجناحيها إلى أسفل وإلى الأمام لتوفير الدفع والرفع اللازمين لطيرانها ثم تقبض أجنحتها ولكنها تظل طائرة بقوة اندفاعها المكتسبة.<BR>وهكذا يتضافر البناء التشريحى والتكوين الهندسى للطيور بكافة أنواعها على طيرانها، وحفظ توازنها، وتوجيه أجسامها فى أثناء الطيران.

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ

بل من هذا الذى هو قوة لكم يدفع عنكم العذاب سوى الرحمن؟! ما الكافرون إلا فى غرور بما يتوهمون.

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ

بل من هذا الذى يرزقكم - بما تكون به حياتكم وسعادتكم - إن حبس الله رزقه عنكم؟! بل تمادى الكافرون فى استكبارهم وشرودهم عن الحق.

أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

فهل تنعكس الحال، فيكون مَنْ يمشى منكبا على وجهه أهدى فى سيره وقصده.<BR>أم من يمشى مستوى القامة على طريق لا اعوجاج فيه؟!

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ

قل: هو الذى أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة التى هى أسباب عملكم وسعادتكم.<BR>قليلاً ما تؤدون شكر هذه النعم لواهبها.

قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

قل: هو الذى بثكم فى الأرض، وإليه - وحده - تجمعون لحسابكم وجزائكم.

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

ويقول المنكرون للبعث: متى يتحقق هذا الوعد بالنشور؟! نبئونا بزمانه إن كنتم صادقين؟!

قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ

قل - يا محمد -: هذا علم اختص الله به، وإنما أنا نذير بيِّن الإنذار.

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ

فلمَّا عاينوا الموعود به قريبًا منهم، علت وجوه الكافرين الكآبة والذلة، وقيل - توبيخًا وإيلامًا لهم -: هذا الذى كنتم تطلبون تعجيله.

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

هو الرحمن صدَّقنا به ولم تصدِّقوا، وعليه - وحده - اعتمدنا، واعتمدتم على غيره، فستعلمون إذا نزل العذاب أى الفريقين هو فى انحراف بعيد عن الحق.

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

قل: أخبرونى إن أصبح ماؤكم ذاهبًا فى الأرض لا تصلون إليه بأى سبب، فمَن غير الله يأتيكم بماء طاهر متدفق يصل إليه كل من أراده؟!.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس