مواقيت الصلاة


4164

هل تعلم حرمة تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها؟

هل تدرك أن الله سبحانه وتعالى قد فرض على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة مؤقتة بأوقات؟ قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [النساء: 103] .

فما الحكمة من ذلك؟

أن تكون على صلة بربك مدة هذه الأوقات كلها، فالصلوات للقلب بمنزلة الماء للشجرة تُسقى به وقتاً فوقت، لا دفعة واحدة ثم ينقطع عنها؛وحتى لا يحصل الملل والثقل على العبد إذا أداها كلها في وقت واحد.

وترك الصلاة حتى يخرج وقتها بلا عذر شرعي- كالنوم والنسيان- من كبائر الذنوب، قال تعالى: (ففَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [الماعون: 4، 5]

أي العذاب الشديد للمصلين الذين لا يصلون إلا عند قرب خروج وقت الصلاة، فما بالك بالمضيعين لها فيصلونها بعد خروج الوقت، والويل وادٍ في جهنم يسيل من صديد أهل النار وقيحهم، وهو أشد العذاب؛ إذ يغمسون فيه أو يطعمون ويشربون منه.

مواقيت الصلاه

ما هي أوقات الصلوات؟

ذكرها النبي بقوله: «وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ » (رواه مسلم) .

ففي الحديث بيان لأوقات الصلوات الخمس، و يختلف تحديد الأوقات بالساعة من بلد لآخر.

أولاً: وقت صلاة الظهر:

قال النبي : « وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر ».

بداية وقت الظهر: من زوال الشمس - أي: زوالها عن وسط السماء إلى جهة الغرب.

صلاة الظهر

طبق ذلك عمليًا :

ضع عموداً - مثلاً- في مكان مكشوف، فإذا طلعت الشمس من المشرق سيكون ظل هذا العمود نحو المغرب، وكلما ارتفعت الشمس نقص الظل، فما دام ينقص فالشمس لم تزل، وسيستمر الظل في التناقص حتى يقف عند حدٍ معين، ثم يبدأ يزيد نحو المشرق، فإذا زاد أدنى زيادة فقد زالت الشمس، وحينئذٍ يكون وقت الظهر قد دخل.

علامة الزوال بالساعة: اِقْسِم ما بين طلوع الشمس إلى غروبها نصفين، فهذا هو وقت الزوال، فإذا كانت الشمس تطلع في الساعة السادسة وتغيب في الساعة السادسة، فالزوال:الساعة الثانية عشرة، وهكذا.

نهاية وقت الظهر: أن يصير ظل كل شيء مثله-أي: طوله- بعد الظل الذي زالت عليه الشمس.

طبق ذلك عمليًا :

لنفترض أن العمود السابق الذي وضعناه طوله (متر واحد)، ستلاحظ أن الظل قبل الزوال يتناقص شيئاً فشيئاً إلى أن يقف عند نقطة معينة، (قم بوضع إشارة عند هذه النقطة).

ثم يبدأ في الزيادة وعندها يدخل وقت الظهر، ثم يستمر الظل في الزيادة نحو المشرق إلى أن يصير طول الظل يساوي طول العمود ، أي أن طول الظل سيكون (متراً واحداً ابتداءً من النقطة التي وضعت عندها الإشارة، وأما الظل الذي قبل الإشارة فلا يُحسب وهو ما يُسمى بفيء الزوال).

صلاة العصر

ثانياً: وقت صلاة العصر:

قال النبي : « ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ».

بدء وقت العصر: بانتهاء وقت الظهر (أي: عند مصير ظل كل شيء مثله» .

نهاية وقت العصر فله وقتان:

1- وقت اختيار: من أول وقت العصر إلى اصفرار الشمس؛ لقول الرسول : « وقت العصر ما لم تصفر الشمس» أي: ما لم تكن صفراء، ويختلف تحديده بالساعة باختلاف الفصول.

2- وقت اضطرار: من اصفرار الشمس إلى غروب الشمس؛ لقول النبي : « من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب

الشمس فقد أدرك العصر» (متفق عليه).

ومعنى وقت الاضطرار، أي: الضرورة: كما لو اشتغل طبيب عن العصر بشغل لابد منه - وهو يستطيع أن يصلي قبل اصفرار الشمس ولكن بمشقة - وصلى قبيل الغروب فقد صلى في الوقت ولا يأثم؛ لأن هذا وقت ضرورة، فإذا اضطر الإنسان للتأخير فلا حرج مادام قبل غروب الشمس.

صلاة المغرب

ثالثاً: وقت صلاة المغرب:

قال النبي : « وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ ».

يبدأ وقت المغرب مباشرة من خروج وقت العصر- وهو غروب الشمس- إلى مغيب الشفق الأحمر، فإذا غابت الحمرة من السماء دخل وقت العشاء، وتحديده بالساعة يختلف باختلاف الفصول.

صلاة العشاء

رابعاً: وقت صلاة العشاء:

قال النبي : « وَوَقْتُ صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ».

يبدأ وقت العشاء من خروج وقت المغرب مباشرة -أي: من مغيب الحمرة في السماء- إلى نصف الليل.

كيف تحسب نصف الليل؟

اِحْسِب الوقت من مغيب الشمس إلى طلوع الفجر، فنصف الليل هو منتصف ما بينهما، فلو أن الشمس تغيب الساعة الخامسة، والفجر يؤذن الساعة الخامسة فمنتصف الليل هو الساعة الحادية عشرة مساءً، وهكذا.

صلاة الفجر

خامساً: وقت صلاة الصبح:

قال النبي : « وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ».

يبدأ وقت الصبح من طلوع الفجر الثاني، وينتهي بطلوع الشمس.

والفجر الثاني هو البياض المعترض في الأفق من جهة المشرق ويمتد من الشمال إلى الجنوب، وأما الفجر الأول فإنه يخرج قبل الفجر الثاني بساعة تقريباً، وهو يمتد طولاً من الشرق إلى الغرب، ويكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يُظلم، وهو منقطع عن الأفق بينه وبين الأفق ظلمة، بعكس الفجر الثاني فهو لا يظلم بل يزداد نوراً وإضاءة، وهو متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة.





كلمات دليلية:




أركان الصلاة وواجباتها وسننها