islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الطبرى
12567

28-القصص

طسم

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ مَسْأَلَة خَلِيله إِبْرَاهِيم إِيَّاهُ { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا } يَقُول : رَبّ هَبْ لِي نُبُوَّة .|وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ|يَقُول : وَاجْعَلْنِي رَسُولًا إِلَى خَلْقك , حَتَّى تُلْحِقنِي بِذَلِكَ بِعِدَادِ مَنْ أَرْسَلْته مِنْ رُسُلك إِلَى خَلْقك , وَائْتَمَنْته عَلَى وَحْيك , وَاصْطَفَيْته لِنَفْسِك .

تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ

وَقَوْله : { وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق فِي الْآخِرِينَ } يَقُول : وَاجْعَلْ لِي فِي النَّاس ذِكْرًا جَمِيلًا , وَثَنَاء حَسَنًا , بَاقِيًا فِيمَنْ يَجِيء مِنْ الْقُرُون بَعْدِي . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20258 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ أَبِي بَكْر , عَنْ عِكْرِمَة , قَوْله : ( { وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق فِي الْآخَرِينَ } , قَوْله { وَآتَيْنَاهُ أَجْره فِي الدُّنْيَا } [29 27 ]. قَالَ : إِنَّ اللَّه فَضْله بِالْخُلَّةِ حِين اِتَّخَذَهُ خَلِيلًا , فَسَأَلَ اللَّه فَقَالَ : { وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق فِي الْآخِرِينَ } حَتَّى لَا تُكَذِّبنِي الْأُمَم , فَأَعْطَاهُ اللَّه ذَلِكَ , فَإِنَّ الْيَهُود آمَنَتْ بِمُوسَى , وَكَفَرَتْ بِعِيسَى , وَإِنَّ النَّصَارَى آمَنَتْ بِعِيسَى , وَكَفَرَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكُلّهمْ يَتَوَلَّى إِبْرَاهِيم ; قَالَتْ الْيَهُود : هُوَ خَلِيل اللَّه وَهُوَ مِنَّا , فَقَطَعَ اللَّه وِلَايَتهمْ مِنْهُ بَعْد مَا أَقَرُّوا لَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَآمَنُوا بِهِ , فَقَالَ : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيم يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا , وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ } [3 67 ]ثُمَّ أَلْحَقَ وِلَايَته بِكُمْ فَقَالَ : { إِنَّ أَوْلَى النَّاس بِإِبْرَاهِيم لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاَللَّه وَلِيّ الْمُؤْمِنِينَ } [3 68 ]فَهَذَا أَجْره الَّذِي عُجِّلَ لَهُ , وَهِيَ الْحَسَنَة , إِذْ يَقُول : { وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَة } [16 122 ]وَهُوَ اللِّسَان الصِّدْق الَّذِي سَأَلَ رَبّه . )20259 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق فِي الْآخِرِينَ } قَالَ : اللِّسَان الصِّدْق : الذِّكْر الصِّدْق , وَالثَّنَاء الصَّالِح , وَالذِّكْر الصَّالِح فِي الْآخِرِينَ مِنْ النَّاس , مِنْ الْأُمَم .)

نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَة جَنَّة النَّعِيم } </subtitle>يَعْنِي إِبْرَاهِيم صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ : { وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَة جَنَّة النَّعِيم } أَوْرِثْنِي يَا رَبّ مِنْ مَنَازِل مَنْ هَلَكَ مِنْ أَعْدَائِك الْمُشْرِكِينَ بِك مِنْ الْجَنَّة , وَأَسْكِنِّي ذَلِكَ .

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ

يَقُول : وَاصْفَحْ لِأَبِي عَنْ شِرْكه بِك , وَلَا تَعَاقُبه عَلَيْهِ { إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ } يَقُول : إِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيل الْهُدَى , فَكَفَرَ بِك . وَقَدْ بَيَّنَّا الْمَعْنَى الَّذِي مِنْ أَجْله اِسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِ , وَاخْتِلَاف أَهْل الْعِلْم فِي ذَلِكَ , وَالصَّوَاب عِنْدنَا مِنْ الْقَوْل فِيهِ فِيمَا مَضَى , بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع .

وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

وَقَوْله : { وَلَا تُخْزِنِي يَوْم يُبْعَثُونَ } يَقُول : وَلَا تُذِلّنِي بِعِقَابِك إِيَّايَ يَوْم تَبْعَث عِبَادك مِنْ قُبُورهمْ لِمَوْقِفِ الْقِيَامَة .

وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ

يَقُول : لَا تُخْزِنِي يَوْم لَا يَنْفَع مَنْ كَفَرَ بِك وَعَصَاك فِي الدُّنْيَا مَال كَانَ لَهُ فِي الدُّنْيَا , وَلَا بَنُوهُ الَّذِينَ كَانُوا لَهُ فِيهَا , فَيَدْفَع ذَلِكَ عَنْهُ عِقَاب اللَّه إِذَا عَاقَبَهُ , وَلَا يُنْجِيه مِنْهُ .

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

وَقَوْله : { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم } يَقُول : وَلَا تُخْزِنِي يَوْم يُبْعَثُونَ , يَوْم لَا يَنْفَع إِلَّا الْقَلْب السَّلِيم . وَاَلَّذِي عُنِيَ بِهِ مِنْ سَلَامَة الْقَلْب فِي هَذَا الْمَوْضِع : هُوَ سَلَامَة الْقَلْب مِنْ الشَّكّ فِي تَوْحِيد اللَّه , وَالْبَعْث بَعْد الْمَمَات . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20260 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ عَوْن , قَالَ : قُلْت لِمُحَمَّدٍ : (مَا الْقَلْب السَّلِيم ؟ قَالَ : أَنْ يَعْلَم أَنَّ اللَّه حَقّ , وَأَنَّ السَّاعَة قَائِمَة , وَأَنَّ اللَّه يَبْعَث مَنْ فِي الْقُبُور . )20261 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد : ( { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم } قَالَ : لَا شَكّ فِيهِ . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم } قَالَ : لَيْسَ فِيهِ شَكّ فِي الْحَقّ . )20262 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { بِقَلْبٍ سَلِيم } قَالَ : سَلِيم مِنْ الشِّرْك . )20263 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : ( { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم } قَالَ : سَلِيم مِنْ الشِّرْك , فَأَمَّا الذُّنُوب فَلَيْسَ يَسْلَم مِنْهَا أَحَد . )20264 - حَدَّثَنِي عَمْرو بْن عَبْد الْحَمِيد الْآمِلِيّ , قَالَ : ثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة , عَنْ جُوَيْبِر , عَنْ الضَّحَّاك , فِي قَوْل اللَّه : ( { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم } قَالَ : هُوَ الْخَالِص .)

فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة لِلْمُتَّقِينَ } </subtitle>يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة لِلْمُتَّقِينَ } وَأُدْنِيَتْ الْجَنَّة وَقُرِّبَتْ لِلْمُتَّقِينَ , الَّذِينَ اِتَّقُوا عِقَاب اللَّه فِي الْآخِرَة بِطَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا

وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

يَقُول : وَأُظْهِرَتْ النَّار لِلَّذِينَ غَوَوْا فَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل .

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

{ وَقِيلَ } لِلْغَاوِينَ { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه }

وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

{ مِنْ دُون اللَّه } مِنْ الْأَنْدَاد { هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ } الْيَوْم مِنْ اللَّه , فَيُنْقِذُونَكُمْ مِنْ عَذَابه { أَوْ يَنْتَصِرُونَ } لِأَنْفُسِهِمْ , فَيَنْجُونَهَا مِمَّا يُرَاد بِهَا ؟

وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ

وَقَوْله : { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ } يَقُول : فَرُمِيَ بِبَعْضِهِمْ فِي الْجَحِيم عَلَى بَعْض , وَطُرِحَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض مُنْكَبِّينَ عَلَى وُجُوههمْ. وَأَصْل كُبْكِبُوا : كُبِّبُوا , وَلَكِنَّ الْكَاف كُرِّرَتْ كَمَا قِيلَ : { بِرِيحٍ صَرْصَر } يَعْنِي بِهِ صِرّ , وَنَهْنَهَنِي يُنَهْنِهنِي , يَعْنِي بِهِ : نَهَّهَنِي . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20265 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ . ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { فَكُبْكِبُوا } قَالَ : فَدُهْوِرُوا. )20266 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { فَكُبْكِبُوا فِيهَا } يَقُول : فَجُمِعُوا فِيهَا . )20267 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { فَكُبْكِبُوا فِيهَا } قَالَ : طُرِحُوا فِيهَا. )فَتَأْوِيل الْكَلَام : فَكُبْكِبَ هَؤُلَاءِ الْأَنْدَاد الَّتِي كَانَتْ تُعْبَد مِنْ دُون اللَّه فِي الْجَحِيم وَالْغَاوُونَ . وَذُكِرَ عَنْ قَتَادَة أَنَّهُ كَانَ يَقُول : الْغَاوُونَ فِي هَذَا الْمَوْضِع . الشَّيَاطِين . ذِكْر الرِّوَايَة عَمَّنْ قَالَ ذَلِكَ : 20268 -حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ } قَالَ : الْغَاوُونَ : الشَّيَاطِين . )فَتَأْوِيل الْكَلَام عَلَى هَذَا الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ قَتَادَة . فَكُبْكِبَ فِيهَا الْكُفَّار الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه الْأَصْنَام وَالشَّيَاطِين .

فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

وَقَوْله : { وَجُنُود إِبْلِيس أَجْمَعُونَ } يَقُول : وَكُبْكِبَ فِيهَا مَعَ الْأَنْدَاد وَالْغَاوِينَ جُنُود إِبْلِيس أَجْمَعُونَ . وَجُنُوده : كُلّ مَنْ كَانَ مِنْ أَتْبَاعه , مِنْ ذُرِّيَّته كَانَ أَوْ مِنْ ذُرِّيَّة آدَم .

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ هَؤُلَاءِ الْغَاوُونَ وَالْأَنْدَاد الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُون اللَّه وَجُنُود إِبْلِيس , وَهُمْ فِي الْجَحِيم يَخْتَصِمُونَ .

وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَ

يَقُول : تَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا فِي ذَهَاب عَنْ الْحَقّ , إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَال مُبِين , يُبَيِّن ذَهَابنَا ذَلِكَ عَنْهُ عَنْ نَفْسه , لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَتَدَبَّرَهُ , أَنَّهُ ضَلَال وَبَاطِل .

قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

وَقَوْله : { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } يَقُول الْغَاوُونَ لِلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُون اللَّه : تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ذَهَاب عَنْ الْحَقّ حِين نَعْدِلكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَنَعْبُدكُمْ مِنْ دُونه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20269 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ : لِتِلْكَ الْآلِهَة .)

قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيلَ هَؤُلَاءِ الْغَاوِينَ فِي الْجَحِيم : { وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ } يَعْنِي بِالْمُجْرِمِينَ إِبْلِيس , وَابْن آدَم الَّذِي سَنَّ الْقَتْل . كَمَا : 20270 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ عِكْرِمَة , قَوْله : ( { وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ } قَالَ : إِبْلِيس وَابْن آدَم الْقَاتِل.)

فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ

وَقَوْله { فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ } يَقُول : فَلَيْسَ لَنَا شَافِع فَيَشْفَع لَنَا عِنْد اللَّه مِنْ الْأَبَاعِد , فَيَعْفُو عَنَّا , وَيُنْجِينَا مِنْ عِقَابه .

فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ

مِنْ الْأَقَارِب . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِينَ عَنَوْا بِالشَّافِعِينَ , وَبِالصَّدِيقِ الْحَمِيم , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِالشَّافِعِينَ : الْمَلَائِكَة , وَبِالصَّدِيقِ الْحَمِيم : النَّسِيب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20271 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج : ( { فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ } قَالَ : مِنْ الْمَلَائِكَة { وَلَا صَدِيق حَمِيم } قَالَ : مِنْ النَّاس , قَالَ مُجَاهِد : صَدِيق حَمِيم , قَالَ : شَقِيق . )وَقَالَ آخَرُونَ : كُلّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِي آدَم. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20272 - حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن أَبِي زَائِدَة , قَالَ : ثَنَا إِسْحَاق بْن سَعِيد الْبَصْرِيّ الْمِسْمَعِيّ , عَنْ أَخِيهِ يَحْيَى بْن سَعِيد الْمِسْمَعِيّ , قَالَ : (كَانَ قَتَادَة إِذَا قَرَأَ : { فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيق حَمِيم } قَالَ : يَعْلَمُونَ وَاَللَّه أَنَّ الصَّدِيق إِذَا كَانَ صَالِحًا نَفَعَ , وَأَنَّ الْحَمِيم إِذَا كَانَ صَالِحًا شَفَعَ.)

وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ

وَقَوْله { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة فَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } يَقُول : فَلَوْ أَنَّ لَنَا رَجْعَة إِلَى الدُّنْيَا فَنُؤْمِن بِاَللَّهِ فَنَكُون بِإِيمَانِنَا بِهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ .

فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِيمَا اِحْتَجَّ بِهِ إِبْرَاهِيم عَلَى قَوْمه مِنْ الْحُجَج الَّتِي ذَكَرْنَا لَهُ لَدَلَالَة بَيِّنَة وَاضِحَة لِمَنْ اِعْتَبَرَ , عَلَى أَنَّ سُنَّة اللَّه فِي خَلْقه الَّذِينَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّةِ قَوْم إِبْرَاهِيم مِنْ عِبَادَة الْأَصْنَام وَالْآلِهَة , وَيَقْتَدُونَ بِهِمْ فِي ذَلِكَ مَا سُنَّ فِيهِمْ فِي الدَّار الْآخِرَة , مِنْ كَبْكَبَتهمْ وَمَا عَبَدُوا مِنْ دُونه مَعَ جُنُود إِبْلِيس فِي الْجَحِيم , وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ فِي سَابِق عِلْمه مُؤْمِنِينَ .

وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ

وَإِنَّ رَبّك يَا مُحَمَّد لَهُوَ الشَّدِيد الِانْتِقَام مِمَّنْ عَبَدَ دُونه , ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْ كُفْره حَتَّى هَلَكَ , الرَّحِيم بِمَنْ تَابَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَاقِبهُ عَلَى مَا كَانَ سَلَفَ مِنْهُ قَبْل تَوْبَته مِنْ إِثْم وَجُرْم .

وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { كَذَّبَتْ قَوْم نُوح الْمُرْسَلِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { كَذَّبَتْ قَوْم نُوح } رُسُل اللَّه الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِمْ لَمَّا

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

{ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوح أَلَا تَتَّقُونَ } فَتَحْذَرُوا عِقَابه عَلَى كُفْركُمْ بِهِ , وَتَكْذِيبكُمْ رُسُله .

فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

رَسُول مِنْ اللَّه { أَمِين } عَلَى وَحْيه إِلَيَّ , بِرِسَالَتِهِ إِيَّايَ إِلَيْكُمْ .

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَاتَّقُوا عِقَاب اللَّه أَيّهَا الْقَوْم عَلَى كُفْركُمْ بِهِ , وَأَطِيعُونِي فِي نَصِيحَتِي لَكُمْ , وَأَمْرِي إِيَّاكُمْ بِاتِّقَائِهِ .

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ

{ وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر } يَقُول : وَمَا أَطْلُب مِنْكُمْ عَلَى نَصِيحَتِي لَكُمْ وَأَمْرِي إِيَّاكُمْ بِاتِّقَاءِ عِقَاب اللَّه بِطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ , مِنْ ثَوَاب وَلَا جَزَاء { إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ } دُونكُمْ وَدُون جَمِيع خَلْق اللَّه ,

قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ

فَاتَّقُوا عِقَاب اللَّه عَلَى كُفْركُمْ بِهِ , وَخَافُوا حُلُول سَخَطه بِكُمْ عَلَى تَكْذِيبكُمْ رُسُله , وَأَطِيعُونِ : يَقُول : وَأَطِيعُونِي فِي نَصِيحَتِي لَكُمْ , وَأَمْرِي إِيَّاكُمْ بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَة لِخَالِقِكُمْ .

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَك وَاتَّبَعَك الْأَرْذَلُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ قَوْم نُوح لَهُ مُجِيبِيهِ عَنْ قِيله لَهُمْ : { إِنِّي لَكُمْ رَسُول أَمِين , فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ } قَالُوا : أَنُؤْمِنُ لَك يَا نُوح , وَنُقِرّ بِتَصْدِيقِك فِيمَا تَدْعُونَا إِلَيْهِ , وَإِنَّمَا اِتَّبَعَك مِنَّا الْأَرْذَلُونَ دُون ذَوِي الشَّرَف وَأَهْل الْبُيُوتَات .

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

قَالَ نُوح لِقَوْمِهِ : وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانَ أَتْبَاعِي يَعْمَلُونَ , إِنَّمَا لِي مِنْهُمْ ظَاهِر أَمْرهمْ دُون بَاطِنه , وَلَمْ أُكَلَّف عِلْم بَاطِنهمْ , وَإِنَّمَا كُلِّفْت الظَّاهِر , فَمَنْ أَظْهَرَ حُسْنًا ظَنَنْت بِهِ حُسْنًا , وَمَنْ أَظْهَرَ سَيِّئًا ظَنَنْت بِهِ سَيِّئًا .

وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ

يَقُول : إِنَّ حِسَاب بَاطِن أَمْرهمْ الَّذِي خَفِيَ عَنِّي إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ , فَإِنَّهُ يَعْلَم سِرّ أَمْرهمْ وَعَلَانِيَته . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20273 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَوْله : ( { إِنْ حِسَابهمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ } قَالَ : هُوَ أَعْلَم بِمَا فِي نُفُوسهمْ .)

اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيلَ نُوح لِقَوْمِهِ : وَمَا أَنَا بِطَارِدِ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَاتَّبَعَنِي عَلَى التَّصْدِيق بِمَا جِئْت بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه.

قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ

يَقُول : مَا أَنَا إِلَّا نَذِير لَكُمْ مِنْ عِنْد رَبّكُمْ أُنْذِركُمْ بَأْسه , وَسَطْوَته عَلَى كُفْركُمْ بِهِ مُبِين : يَقُول : نَذِير قَدْ أَبَانَ لَكُمْ إِنْذَاره , وَلَمْ يَكْتُمكُمْ نَصِيحَته .

وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ

يَقُول : قَالَ لِنُوحٍ قَوْمه : لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوح عَمَّا تَقُول , وَتَدْعُو إِلَيْهِ , وَتَعِيب بِهِ آلِهَتنَا , لَتَكُونَن مِنْ الْمَشْتُومِينَ , يَقُول : لَنَشْتُمك .

قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ نُوح : { رَبّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } فِيمَا أَتَيْتهمْ بِهِ مِنْ الْحَقّ مِنْ عِنْدك , وَرَدُّوا عَلَيَّ نَصِيحَتِي لَهُمْ .

فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ

يَقُول : فَاحْكُمْ بَيْنِي وَبَيْنهمْ حُكْمًا مِنْ عِنْدك تُهْلِك بِهِ الْمُبْطِل , وَتَنْتَقِم بِهِ مِمَّنْ كَفَرَ بِك وَجَحَدَ تَوْحِيدك , وَكَذَّبَ رَسُولك . كَمَا : 20274 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنهمْ فَتْحًا } قَالَ : فَاقْضِ بَيْنِي وَبَيْنهمْ قَضَاء . )20275 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنهمْ فَتْحًا } قَالَ : يَقُول : اِقْضِ بَيْنِي وَبَيْنهمْ . ) { وَنَجِّنِي } يَقُول : وَنَجِّنِي مِنْ ذَلِكَ الْعَذَاب الَّذِي تَأْتِي بِهِ حُكْمًا بَيْنِي وَبَيْنهمْ . { وَمَنْ مَعِي مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } يَقُول : وَاَلَّذِينَ مَعِي مِنْ أَهْل الْإِيمَان بِك وَالتَّصْدِيق لِي .

وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ

وَقَوْله { فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون } يَقُول : فَأَنْجَيْنَا نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ حِين فَتْحنَا بَيْنهمْ وَبَيْن قَوْمهمْ , وَأَنْزَلْنَا بَأْسنَا بِالْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون , يَعْنِي فِي السَّفِينَة الْمُوقَرَة الْمَمْلُوءَة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله { الْفُلْك الْمَشْحُون } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20276 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { فِي الْفُلْك الْمَشْحُون } قَالَ : يَعْنِي الْمُوقَر . )* - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِنَان الْقَزَّاز , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الْأَشْقَر , قَالَ : ثَنَا أَبُو كُدَيْنَة , عَنْ عَطَاء , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : (الْمَشْحُون : الْمُوقَر . )20277 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : ( { الْفُلْك الْمَشْحُون } قَالَ : الْمَفْرُوغ مِنْهُ الْمَمْلُوء . )* -حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : ( { الْمَشْحُون } الْمَفْرُوغ مِنْهُ تَحْمِيلًا . )20278 -حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْل اللَّه : ( { الْفُلْك الْمَشْحُون } قَالَ : هُوَ الْمُحَمَّل .)

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ

وَقَوْله : { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْد الْبَاقِينَ } مِنْ قَوْمه الَّذِينَ كَذَّبُوهُ , وَرَدُّوا عَلَيْهِ النَّصِيحَة .

وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِيمَا فَعَلْنَا يَا مُحَمَّد بِنُوحٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون , حِين أَنْزَلْنَا بَأْسنَا وَسَطْوَتنَا , بِقَوْمِهِ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ , لَآيَة لَك وَلِقَوْمِك الْمُصَدِّقِيك مِنْهُمْ وَالْمُكَذِّبِيك , فِي أَنَّ سُنَّتنَا تَنْجِيَة رُسُلنَا وَأَتْبَاعهمْ , إِذَا نَزَلَتْ نِقْمَتنَا بِالْمُكَذِّبِينَ بِهِمْ مِنْ قَوْمهمْ , وَإِهْلَاك الْمُكَذِّبِينَ بِاَللَّهِ , وَكَذَلِكَ سُنَّتِي فِيك وَفِي قَوْمك .|وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ|يَقُول : وَلَمْ يَكُنْ أَكْثَر قَوْمك بِاَلَّذِينَ يُصَدِّقُونَك مِمَّا سَبَقَ فِي قَضَاء اللَّه أَنَّهُمْ لَنْ يُؤْمِنُوا .

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ

{ الْعَزِيز } فِي اِنْتِقَامه مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ أَمْره { الرَّحِيم } بِالتَّائِبِ مِنْهُمْ , أَنْ يُعَاقِبهُ بَعْد تَوْبَته .

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { كَذَّبَتْ عَاد الْمُرْسَلِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { كَذَّبَتْ عَاد } رُسُل اللَّه إِلَيْهِمْ.

وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ

عِقَاب اللَّه عَلَى كُفْركُمْ بِهِ .

وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

مِنْ رَبِّي يَأْمُركُمْ بِطَاعَتِهِ , وَيُحَذِّركُمْ عَلَى كُفْركُمْ بَأْسه , { أَمِين } عَلَى وَحْيه وَرِسَالَته .

وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ

بِطَاعَتِهِ وَالِانْتِهَاء إِلَى مَا يَأْمُركُمْ وَيَنْهَاكُمْ { وَأَطِيعُونِ } فِيمَا آمُركُمْ بِهِ مِنْ اِتِّقَاء اللَّه وَتَحْذِيركُمْ سَطْوَته .

وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ

يَقُول : وَمَا أَطْلُب مِنْكُمْ عَلَى أَمْرِي إِيَّاكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّه جَزَاء وَلَا ثَوَابًا .|إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ|يَقُول : مَا جَزَائِي وَثَوَابِي عَلَى نَصِيحَتِي إِيَّاكُمْ إِلَّا عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ .

وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل هُود لِقَوْمِهِ : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع آيَة تَعْبَثُونَ } وَالرِّيع : كُلّ مَكَان مُشْرِف مِنْ الْأَرْض مُرْتَفِع , أَوْ طَرِيق أَوْ وَادٍ ; وَمِنْهُ قَوْل ذِي الرِّمَّة : <br>طِرَاق الْخَوَافِي مُشْرِف فَوْق رِيعَة .......... نَدَى لَيْله فِي رِيشه يَتَرَقْرَق <br>وَقَوْل الْأَعْشَى : <br>وَيَهْمَاء قَفْر تَجَاوَزْتهَا .......... إِذَا خَبَّ فِي رِيعهَا آلهَا <br>وَفِيهِ لُغَتَانِ : رِيع وَرَيْع بِكَسْرِ الرَّاء وَفَتْحهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20279 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع آيَة تَعْبَثُونَ } يَقُول : بِكُلِّ شَرَف . )20280 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { بِكُلِّ رِيع } قَالَ : فَجّ . )20281 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع آيَة } قَالَ : بِكُلِّ طَرِيق. )20282 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن عُبَيْد اللَّه الْغَيْلَانِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو قُتَيْبَة , قَالَ : ثَنَا مُسْلِم بْن خَالِد , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع } قَالَ : الرِّيع : الثَّنِيَّة الصَّغِيرَة . )* - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن حَسَّان , عَنْ مُسْلِم بْن خَالِد , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد مِثْله . 20283 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : قَالَ عِكْرِمَة : ( { بِكُلِّ رِيع } قَالَ : فَجّ وَوَادٍ , قَالَ : وَقَالَ مُجَاهِد { بِكُلِّ رِيع } بَيْن جَبَلَيْنِ . )* -قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع } قَالَ : شَرَف وَمَنْظَر . )20284 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { بِكُلِّ رِيع } قَالَ : بِكُلِّ طَرِيق . )20285 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { بِكُلِّ رِيع } بِكُلِّ طَرِيق .)|آيَةً|وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ { آيَة } بُنْيَانًا , عَلَمًا . وَقَدْ بَيَّنَّا فِي غَيْر مَوْضِع مِنْ كِتَابنَا هَذَا , أَنَّ الْآيَة هِيَ الدَّلَالَة وَالْعَلَامَة بِالشَّوَاهِدِ الْمُغْنِيَة عَنْ إِعَادَتهَا فِي هَذَا الْمَوْضِع . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل عَلَى اِخْتِلَاف مِنْهُمْ فِي أَلْفَاظهمْ فِي تَأْوِيله. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20286 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( { بِكُلِّ رِيع آيَة } قَالَ : الْآيَة : عَلَم . )20287 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : ( { بِكُلِّ رِيع آيَة } قَالَ : آيَة : بُنْيَان . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد : ( { آيَة } : بُنْيَان . )20288 - حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثَنَا حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { بِكُلِّ رِيع آيَة } قَالَ : بُنْيَان الْحَمَّام .)|تَعْبَثُونَ|وَقَوْله : { تَعْبَثُونَ } قَالَ : تَلْعَبُونَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20289 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( { تَعْبَثُونَ } قَالَ : تَلْعَبُونَ. )20290 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك , يَقُول فِي قَوْله : ( { تَعْبَثُونَ } قَالَ : تَلْعَبُونَ .)

وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

وَقَوْله : { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْمَصَانِع , فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ قُصُور مُشَيَّدَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20291 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى , وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : ( { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع } قَالَ : قُصُور مُشَيَّدَة , وَبُنْيَان مُخَلَّد . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد : ( { مَصَانِع } : قُصُور مَشِيدَة وَبُنْيَان . )* - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : ( { مَصَانِع } يَقُول : حُصُون وَقُصُور . )20292 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن حَسَّان , عَنْ مُسْلِم , عَنْ رَجُل , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { مَصَانِع لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } قَالَ : أَبْرِجَة الْحَمَام . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هِيَ مَآخِذ لِلْمَاءِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : * - حَدَّثَنِي الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { مَصَانِع } قَالَ : مَآخِذ لِلْمَاءِ . )قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال : إِنَّ الْمَصَانِع جَمْع مَصْنَعَة , وَالْعَرَب تُسَمِّي كُلّ بِنَاء مَصْنَعَة , وَجَائِز أَنْ يَكُون ذَلِكَ الْبِنَاء كَانَ قُصُورًا وَحُصُونًا مُشَيَّدَة , وَجَائِز أَنْ يَكُون كَانَ مَآخِذ لِلْمَاءِ , وَلَا خَبَر يَقْطَع الْعُذْر بِأَيِّ ذَلِكَ كَانَ , وَلَا هُوَ مِمَّا يُدْرَك مِنْ جِهَة الْعَقْل . فَالصَّوَاب أَنْ يُقَال فِيهِ , مَا قَالَ اللَّه : إِنَّهُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ مَصَانِع .|لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ|وَقَوْله : { لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } يَقُول : كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ , فَتَبْقَوْنَ فِي الْأَرْض . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ , قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20294 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنَا مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } يَقُول : كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ . )20295 -حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة : (قَالَ فِي بَعْض الْحُرُوف { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع } كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ . )وَكَانَ اِبْن زَيْد يَقُول : | لَعَلَّكُمْ | فِي هَذَا الْمَوْضِع اِسْتِفْهَام. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20296 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } قَالَ : هَذَا اِسْتِفْهَام , يَقُول : لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ حِين تَبْنُونَ هَذِهِ الْأَشْيَاء ؟ )وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَزْعُم أَنَّ لَعَلَّكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِع بِمَعْنَى | كَيْمَا | .

فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ

وَقَوْله : { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } يَقُول : وَإِذَا سَطَوْتُمْ سَطَوْتُمْ قَتْلًا بِالسُّيُوفِ , وَضَرْبًا بِالسِّيَاطِ . كَمَا : 20297 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , قَالَ : قَالَ اِبْن جُرَيْج : ( { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } قَالَ : الْقَتْل بِالسَّيْفِ وَالسِّيَاط .)

قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل هُود لِقَوْمِهِ مِنْ عَاد : اِتَّقُوا عِقَاب اللَّه أَيّهَا الْقَوْم بِطَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ , وَانْتَهُوا عَنْ اللَّهْو وَاللَّعِب , وَظُلْم النَّاس , وَقَهْرهمْ بِالْغَلَبَةِ وَالْفَسَاد فِي الْأَرْض.

فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

وَاحْذَرُوا سُخْط الَّذِي أَعْطَاكُمْ مِنْ عِنْده مَا تَعْلَمُونَ.

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

وَأَعَانَكُمْ بِهِ مِنْ بَيْن الْمَوَاشِي وَالْبَنِينَ .

الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ

وَالْبَسَاتِين وَالْأَنْهَار.

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ

{ إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ عَذَاب يَوْم } مِنْ اللَّه { عَظِيم } .

أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْت أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَتْ عَاد لِنَبِيِّهِمْ هُود صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُعْتَدِل عِنْدنَا وَعْظك إِيَّانَا , وَتَرْكك الْوَعْظ , فَلَنْ نُؤْمِن لَك وَلَنْ نُصَدِّقك عَلَى مَا جِئْتنَا بِهِ .

وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ

وَقَوْله : { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ ; فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة سِوَى أَبِي جَعْفَر , وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْهُمْ : { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } مِنْ قَبْلنَا : وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر , وَأَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء : | إِنْ هَذَا خَلْق الْأَوَّلِينَ | بِفَتْحِ الْخَاء وَتَسْكِين اللَّام بِمَعْنَى : مَا هَذَا الَّذِي جِئْتنَا بِهِ إِلَّا كَذِب الْأَوَّلِينَ وَأَحَادِيثهمْ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , نَحْو اِخْتِلَاف الْقُرَّاء فِي قِرَاءَته , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : مَا هَذَا إِلَّا دِين الْأَوَّلِينَ وَعَادَتهمْ وَأَخْلَاقهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20298 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } يَقُول : دِين الْأَوَّلِينَ . )20299 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة قَوْله : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } يَقُول : هَكَذَا خِلْقَة الْأَوَّلِينَ , وَهَكَذَا كَانُوا يَحْيَوْنَ وَيَمُوتُونَ . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : مَا هَذَا إِلَّا كَذِب الْأَوَّلِينَ وَأَسَاطِيرهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20300 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } قَالَ : أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ . )20301 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } قَالَ : كَذِبهمْ . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله. 20302 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } قَالَ : إِنْ هَذَا إِلَّا أَمْر الْأَوَّلِينَ وَأَسَاطِير الْأَوَّلِينَ اِكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَة وَأَصِيلًا . )20303 -حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا دَاوُد , عَنْ عَامِر , عَنْ عَلْقَمَة , عَنْ اِبْن مَسْعُود : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } يَقُول : إِنْ هَذَا إِلَّا اِخْتِلَاق الْأَوَّلِينَ . )* - قَالَ ثَنَا يَزِيد بْن هَارُون , قَالَ . أَخْبَرَنَا دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , عَنْ عَلْقَمَة , عَنْ عَبْد اللَّه , (أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } وَيَقُول شَيْء اِخْتَلَقُوهُ . )20304 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , قَالَ : قَالَ عَلْقَمَة : ( { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } قَالَ : اِخْتِلَاق الْأَوَّلِينَ . )وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ : قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ } بِضَمِّ الْخَاء وَاللَّام , بِمَعْنَى : إِنْ هَذَا إِلَّا عَادَة الْأَوَّلِينَ وَدِينهمْ , كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس , لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا عُوتِبُوا عَلَى الْبُنْيَان الَّذِي كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ , وَبَطْشهمْ بِالنَّاسِ بَطْش الْجَبَابِرَة , وَقِلَّة شُكْرهمْ رَبّهمْ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ , فَأَجَابُوا نَبِيّهمْ بِأَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُونَ مِنْ ذَلِكَ , اِحْتِذَاء مِنْهُمْ سُنَّة مَنْ قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم , وَاقْتِفَاء مِنْهُمْ آثَارهمْ , فَقَالُوا : مَا هَذَا الَّذِي نَفْعَلهُ إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ , يَعْنُونَ بِالْخُلُقِ : عَادَة الْأَوَّلِينَ . وَيَزِيد ذَلِكَ بَيَانًا وَتَصْحِيحًا لِمَا اِخْتَرْنَا مِنْ الْقِرَاءَة وَالتَّأْوِيل , قَوْلهمْ : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا لَا يُقِرُّونَ بِأَنَّ لَهُمْ رَبًّا يَقْدِر عَلَى تَعْذِيبهمْ , مَا قَالُوا : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } بَلْ كَانُوا يَقُولُونَ : إِنَّ هَذَا الَّذِي جِئْتنَا بِهِ يَا هُود إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ , وَمَا لَنَا مِنْ مُعَذِّب يُعَذِّبنَا , وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مُقِرِّينَ بِالصَّانِعِ , وَيَعْبُدُونَ الْآلِهَة , عَلَى نَحْو مَا كَانَ مُشْرِكُو الْعَرَب يَعْبُدُونَهَا , وَيَقُولُونَ إِنَّهَا تُقَرِّبنَا إِلَى اللَّه زُلْفَى , فَلِذَلِكَ قَالُوا لِهُودٍ وَهُمْ مُنْكِرُونَ نُبُوَّته : { سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْت أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ } ثُمَّ قَالُوا لَهُ : مَا هَذَا الَّذِي نَفْعَلهُ إِلَّا عَادَة مَنْ قَبْلنَا وَأَخْلَاقهمْ , وَمَا اللَّه مُعَذِّبنَا عَلَيْهِ , كَمَا أَخْبَرَنَا تَعَالَى ذِكْره عَنْ الْأُمَم الْخَالِيَة قَبْلنَا , أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لِرُسُلِهِمْ : { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارهمْ مُقْتَدُونَ } [43 23 ].

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

قَوْلهمْ : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا لَا يُقِرُّونَ بِأَنَّ لَهُمْ رَبًّا يَقْدِر عَلَى تَعْذِيبهمْ , مَا قَالُوا : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } بَلْ كَانُوا يَقُولُونَ : إِنْ هَذَا الَّذِي جِئْتنَا بِهِ يَا هُود إِلَّا خُلُق الْأَوَّلِينَ , وَمَا لَنَا مِنْ مُعَذِّب يُعَذِّبنَا , وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مُقِرِّينَ بِالصَّانِعِ , وَيَعْبُدُونَ الْآلِهَة , عَلَى نَحْو مَا كَانَ مُشْرِكُو الْعَرَب يَعْبُدُونَهَا , وَيَقُولُونَ إِنَّهَا تُقَرِّبنَا إِلَى اللَّه زُلْفَى , فَلِذَلِكَ قَالُوا لِهُودٍ وَهُمْ مُنْكِرُونَ نُبُوَّته : { سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْت أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ } ثُمَّ قَالُوا لَهُ : مَا هَذَا الَّذِي نَفْعَلهُ إِلَّا عَادَة مَنْ قَبْلنَا وَأَخْلَاقهمْ , وَمَا اللَّه مُعَذِّبنَا عَلَيْهِ , كَمَا أَخْبَرَنَا تَعَالَى ذِكْره عَنْ الْأُمَم الْخَالِيَة قَبْلنَا , أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لِرُسُلِهِمْ : { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارهمْ مُقْتَدُونَ } [43 23 ].

وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَكَذَّبَتْ عَادَ رَسُول رَبّهمْ هُودًا , وَالْهَاء فِي قَوْله { فَكَذَّبُوهُ } مِنْ ذِكْر هُود .|فَأَهْلَكْنَاهُمْ|يَقُول : فَأَهْلَكْنَا عَادًا بِتَكْذِيبِهِمْ رَسُولنَا .|إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً|يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِي إِهْلَاكنَا عَادًا بِتَكْذِيبِهَا رَسُولهَا , لَعِبْرَة وَمَوْعِظَة لِقَوْمِك يَا مُحَمَّد , الْمُكَذِّبِيك فِيمَا أَتَيْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّك .|وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ|يَقُول : وَمَا كَانَ أَكْثَر مَنْ أَهْلَكْنَا بِاَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي سَابِق عِلْم اللَّه.

وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ

{ الْعَزِيز } فِي اِنْتِقَامه مِنْ أَعْدَائِهِ , { الرَّحِيم } بِالْمُؤْمِنِينَ بِهِ .

وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ

يَقُول تَعَالَى ذِكْره : كَذَّبَتْ ثَمُود رُسُل اللَّه ,

وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ

إِذْ دَعَاهُمْ صَالِح أَخُوهُمْ إِلَى اللَّه , فَقَالَ لَهُمْ : أَلَا تَتَّقُونَ عِقَاب اللَّه يَا قَوْم عَلَى مَعْصِيَتكُمْ إِيَّاهُ , وَخِلَافكُمْ أَمْره , بِطَاعَتِكُمْ أَمْر الْمُفْسِدِينَ فِي أَرْض اللَّه .

أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ

مِنْ اللَّه أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ بِتَحْذِيرِكُمْ عُقُوبَته عَلَى خِلَافكُمْ أَمْره { أَمِين } عَلَى رِسَالَته الَّتِي أَرْسَلَهَا مَعِي إِلَيْكُمْ .

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ

أَيّهَا الْقَوْم , وَاحْذَرُوا عِقَابه { وَأَطِيعُونِ } فِي تَحْذِيرِي إِيَّاكُمْ , وَأَمْر رَبّكُمْ بِاتِّبَاعِ طَاعَته.

قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ

يَقُول : وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَى نُصْحِي إِيَّاكُمْ , وَإِنْذَاركُمْ مِنْ جَزَاء وَلَا ثَوَاب .|إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ|يَقُول : إِنْ جَزَائِي وَثَوَابِي إِلَّا عَلَى رَبّ جَمِيع مَا فِي السَّمَوَات , وَمَا فِي الْأَرْض , وَمَا بَيْنهمَا مِنْ خَلْق .

وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل صَالِح لِقَوْمِهِ مِنْ ثَمُود : أَيَتْرُكُكُمْ يَا قَوْم رَبّكُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا آمِنِينَ , لَا تَخَافُونَ شَيْئًا .

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ

يَقُول : فِي بَسَاتِين وَعُيُون مَاء .

فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ

يَعْنِي بِالطَّلْعِ : الْكُفُرَّى. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله { هَضِيم } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ الْيَانِع النَّضِيج . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20305 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم } يَقُول : أَيْنَعَ وَبَلَغَ فَهُوَ هَضِيم . )وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ الْمُتَهَشِّم الْمُتَفَتِّت . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20306 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم } قَالَ مُحَمَّد بْن عَمْرو فِي حَدِيثه تَهَشَّمَ هَشِيمًا . وَقَالَ الْحَارِث : تَهَشَّمَ تَهَشُّمًا . )20307 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : سَمِعْت عَبْد الْكَرِيم يَقُول : سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله : ( { وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم } قَالَ : حِين تَطْلُع يَقْبِض عَلَيْهِ فَيَهْضِمهُ. )* - قَالَ اِبْن جُرَيْج : قَالَ مُجَاهِد : (إِذَا مَسَّ تَهَشَّمَ وَتَفَتَّتَ , قَالَ : هُوَ مِنْ الرُّطَب هَضِيم تَقْبِض عَلَيْهِ فَتَهْضِمهُ . )وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الرَّطْب اللَّيِّن . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20308 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة قَوْله : ( { وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم } قَالَ : الْهَضِيم : الرَّطْب اللَّيِّن . )وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الرَّاكِب بَعْضه بَعْضًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20309 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { طَلْعهَا هَضِيم } إِذَا كَثُرَ حِمْل النَّخْلَة فَرَكِبَ بَعْضهَا بَعْضًا , حَتَّى نَقَصَ بَعْضهَا بَعْضًا , فَهُوَ حِينَئِذٍ هَضِيم . )وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَال : الْهَضِيم : هُوَ الْمُتَكَسِّر مِنْ لِينه وَرُطُوبَته , وَذَلِكَ مِنْ قَوْلهمْ : هَضَمَ فُلَان حَقّه : إِذَا اِنْتَقَصَهُ وَتَحَيَّفَهُ , فَكَذَلِكَ الْهَضْم فِي الطَّلْع , إِنَّمَا هُوَ التَّنَقُّص مِنْهُ مِنْ رُطُوبَته وَلِينه إِمَّا بِمَسِّ الْأَيْدِي , وَإِمَّا بِرُكُوبِ بَعْضه بَعْضًا , وَأَصْله مَفْعُول صُرِفَ إِلَى فَعِيلَ.

فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ

وَقَوْله : { وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا فَارِهِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَتَتَّخِذُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله { فَارِهِينَ } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْكُوفَة : { فَارِهِينَ } بِمَعْنَى : حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا . وَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة : | فَرِهِينَ | بِغَيْرِ أَلِف , بِمَعْنَى : أَشِرِينَ بَطِرِينَ. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ عَلَى نَحْو اِخْتِلَاف الْقُرَّاء فِي قِرَاءَته , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى فَارِهِينَ : حَاذِقِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20310 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا عَثَّام , عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح وَعَبْد اللَّه بْن شَدَّاد : ( { وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا فَارِهِينَ } قَالَ أَحَدهمَا : حَاذِقِينَ , وَقَالَ الْآخَر : يَتَجَبَّرُونَ . )* - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثَنَا مَرْوَان , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح : ( { وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا فَارِهِينَ } قَالَ : حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا . )20311 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { فَارِهِينَ } يَقُول : حَاذِقِينَ . )وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى فَارِهِينَ : مُسْتَفْرِهِينَ مُتَجَبِّرِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20312 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد فِي قَوْله : ( فَرِهِينَ | قَالَ : يَتَجَبَّرُونَ. )قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَالصَّوَاب : فَارِهِينَ . وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَهُ فَارِهِينَ : مَعْنَى ذَلِكَ : كَيِّسِينَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20313 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : ( { فَارِهِينَ } قَالَ : كَيِّسِينَ . )* - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد , عَنْ الضَّحَّاك (أَنَّهُ قَرَأَ { فَارِهِينَ } قَالَ : كَيِّسِينَ . )وَقَالَ آخَرُونَ : فَرِهِينَ : أَشِرِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20314 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا فَارِهِينَ } يَقُول : أَشِرِينَ , وَيُقَال : كَيِّسِينَ . )20315 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : ( بُيُوتًا فَرِهِينَ | قَالَ : شَرِهِينَ . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , بِمِثْلِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَقْوِيَاء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20316 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا فَرِهِينَ | قَالَ : الْفَرِه : الْقَوِيّ. )وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا : 20317 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( فَرِهِينَ | قَالَ : مُعْجَبِينَ بِصَنِيعِكُمْ . )وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال : إِنَّ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَهَا { فَارِهِينَ } وَقِرَاءَة مَنْ قَرَأَ | فَرِهِينَ | قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ , مُسْتَفِيضَة الْقِرَاءَة بِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي عُلَمَاء الْقُرَّاء , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب. وَمَعْنَى قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ { فَارِهِينَ } : حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا , مُتَخَبِّرِينَ لِمَوَاضِع نَحْتهَا , كَيِّسِينَ , مِنْ الْفَرَاهَة . وَمَعْنَى قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ | فَرِهِينَ | : مَرِحِينَ أَشِرِينَ . وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَى فَارِه وَفَرِه وَاحِدًا , فَيَكُون فَارِه مَبْنِيًّا عَلَى بِنَائِهِ , وَأَصْله مِنْ فَعَلَ يَفْعَل , وَيَكُون فَرِه صِفَة , كَمَا يُقَال : فُلَان حَاذِق بِهَذَا الْأَمْر وَحَذِق . وَمِنْ الْفَارِه بِمَعْنَى الْمَرِح قَوْل الشَّاعِر عَدِيّ بْن وَادِع الْعَوْفِيّ مِنْ الْأَزْد : <br>لَا أَسْتَكِين إِذَا مَا أَزْمَة أَزَمَتْ .......... وَلَنْ تَرَانِي بِخَيْرٍ فَارِه الطَّلَب <br>أَيْ مَرِح الطَّلَب .

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

وَقَوْله : { فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَاتَّقُوا عِقَاب اللَّه أَيّهَا الْقَوْم عَلَى مَعْصِيَتكُمْ رَبّكُمْ , وَخِلَافكُمْ أَمْره , وَأَطِيعُونِ فِي نَصِيحَتِي لَكُمْ , وَإِنْذَارِي إِيَّاكُمْ عِقَاب اللَّه تَرْشُدُوا .

وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلَا تُطِيعُوا أَمْر الْمُسْرِفِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل صَالِح لِقَوْمِهِ مِنْ ثَمُود : لَا تُطِيعُوا أَيّهَا الْقَوْم أَمْر الْمُسْرِفِينَ عَلَى أَنْفُسهمْ فِي تَمَادِيهِمْ فِي مَعْصِيَة اللَّه , وَاجْتِرَائِهِمْ عَلَى سُخْطه .

وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

وَهُمْ الرَّهْط التِّسْعَة الَّذِينَ كَانُوا يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض , وَلَا يُصْلِحُونَ مِنْ ثَمُود الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا يُصْلِحُونَ } [27 48 ]يَقُول : الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي أَرْض اللَّه بِمَعَاصِيهِ , وَلَا يُصْلِحُونَ , يَقُول : وَلَا يُصْلِحُونَ أَنْفُسهمْ بِالْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّه .

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ

وَقَوْله : { إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيله , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمَسْحُورِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20318 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : ( { إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ } قَالَ : مِنْ الْمَسْحُورِينَ . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 20319 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : ( { إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ } قَالَ : إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمَسْحُورِينَ. )وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ : مِنْ الْمَخْلُوقِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20320 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا مُوسَى بْن عَمْرو , عَنْ أَبِي صَالِح , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : ( { إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ } قَالَ : مِنْ الْمَخْلُوقِينَ . )وَاخْتَلَفَ أَهْل الْمَعْرِفَة بِكَلَامِ الْعَرَب فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَكَانَ بَعْض أَهْل الْبَصْرَة يَقُول : كُلّ مَنْ أَكَلَ مِنْ إِنْس أَوْ دَابَّة فَهُوَ مُسَحَّر , وَذَلِكَ لِأَنَّ لَهُ سَحْرًا يَقْرِي مَا أَكَلَ فِيهِ , وَاسْتُشْهِدَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ لَبِيد : <br>فَإِنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نَحْنُ فَإِنَّنَا .......... عَصَافِير مِنْ هَذَا الْأَنَام الْمُسَحَّر <br>وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفِيِّينَ نَحْو هَذَا , غَيْر أَنَّهُ قَالَ : أُخِذَ مِنْ قَوْلك : اِنْتَفَخَ سَحْرك : أَيْ أَنَّك تَأْكُل الطَّعَام وَالشَّرَاب , فَتُسَحَّر بِهِ وَتُعَلَّل . وَقَالَ : مَعْنَى قَوْل لَبِيد : | مِنْ هَذَا الْأَنَام الْمُسَحَّر | : مِنْ هَذَا الْأَنَام الْمُعَلَّل الْمَخْدُوع . قَالَ : وَيُرْوَى أَنَّ السِّحْر مِنْ ذَلِكَ , لِأَنَّهُ كَالْخَدِيعَةِ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْته عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّ مَعْنَاهُ : إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ يُعَلَّلُونَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَاب مِثْلنَا , وَلَسْت رَبًّا وَلَا مَلَكًا فَنُطِيعك , وَنَعْلَم أَنَّك صَادِق فِيمَا تَقُول . وَالْمُسَحَّر : الْمُفَعَّل مِنْ السَّحَرَة , وَهُوَ الَّذِي لَهُ سَحَرَة

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَر مِثْلنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل ثَمُود لِنَبِيِّهَا صَالِح : { مَا أَنْتَ } يَا صَالِح { إِلَّا بَشَر مِثْلنَا } مِنْ بَنِي آدَم , تَأْكُل مَا نَأْكُل , وَتَشْرَب مَا نَشْرَب , وَلَسْت بِرَبٍّ وَلَا مَلَك , فَعَلَّام نَتَّبِعك ؟ فَإِنْ كُنْت صَادِقًا فِي قِيلك , وَأَنَّ اللَّه أَرْسَلَك إِلَيْنَا { فَأْتِ بِآيَةٍ } يَعْنِي : بِدَلَالَةٍ وَحُجَّة عَلَى أَنَّك مُحِقّ فِيمَا تَقُول , إِنْ كُنْت مِمَّنْ صَدَقَنَا فِي دَعْوَاهُ أَنَّ اللَّه أَرْسَلَهُ إِلَيْنَا. وَقَدْ : 20321 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو الْبَصْرِيّ , قَالَ : ثَنَا عَمْرو بْن عَاصِم الْكِلَابِيّ , قَالَ : ثَنَا دَاوُد بْن أَبِي الْفُرَات , قَالَ : ثَنَا عِلْبَاء بْن أَحْمَر , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس : (أَنَّ صَالِحًا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ اللَّه إِلَى قَوْمه , فَآمَنُوا بِهِ وَاتَّبَعُوهُ , فَمَاتَ صَالِح , فَرَجَعُوا عَنْ الْإِسْلَام , فَأَتَاهُمْ صَالِح , فَقَالَ لَهُمْ : أَنَا صَالِح , قَالُوا : إِنْ كُنْت صَادِقًا فَأْتِنَا بِآيَةٍ , فَأَتَاهُمْ بِالنَّاقَةِ , فَكَذَّبُوهُ وَعَقَرُوهَا , فَعَذَّبَهُمْ اللَّه .)

وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

وَقَوْله : { قَالَ هَذِهِ نَاقَة لَهَا شِرْب وَلَكُمْ شِرْب يَوْم مَعْلُوم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ صَالِح لِثَمُود لَمَّا سَأَلُوهُ آيَة يَعْلَمُونَ بِهَا صِدْقه , فَأَتَاهُمْ بِنَاقَةٍ أَخْرَجَهَا مِنْ صَخْرَة أَوْ هَضْبَة : هَذِهِ نَاقَة يَا قَوْم , لَهَا شِرْب وَلَكُمْ مِثْله شِرْب يَوْم آخَر مَعْلُوم , مَا لَكُمْ مِنْ الشِّرْب , لَيْسَ لَكُمْ فِي يَوْم وِرْدهَا أَنْ تَشْرَبُوا مِنْ شِرْبهَا شَيْئًا , وَلَا لَهَا أَنْ تَشْرَب فِي يَوْمكُمْ مِمَّا لَكُمْ شَيْئًا . وَيَعْنِي بِالشِّرْبِ : الْحَظّ وَالنَّصِيب مِنْ الْمَاء , يَقُول : لَهَا حَظّ مِنْ الْمَاء , وَلَكُمْ مِثْله , وَالشُّرْب وَالشَّرْب وَالشِّرْب مَصَادِر كُلّهَا بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْكَسْر. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ الْعَرَب سَمَاعًا : آخِرهَا أَقَلّهَا شُرْبًا وَشِرْبًا .

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ

وَقَوْله : { وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ } يَقُول : لَا تَمَسُّوهَا بِمَا يُؤْذِيهَا مِنْ عَقْر وَقَتْل وَنَحْو ذَلِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20322 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , فِي قَوْله : ( { وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ } لَا تَعْقِرُوهَا.)|فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ|وَقَوْله : { فَيَأْخُذكُمْ عَذَاب يَوْم عَظِيم } يَقُول : فَيَحِلّ بِكُمْ مِنْ اللَّه عَذَاب يَوْم عَظِيم عَذَابه .

وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره , فَخَالَفَتْ ثَمُود أَمْر نَبِيّهَا صَالِح صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَعَقَرُوا النَّاقَة الَّتِي قَالَ لَهُمْ صَالِح : لَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ , فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ عَلَى عَقْرهَا , فَلَمْ يَنْفَعهُمْ نَدَمهمْ ,

إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ

وَأَخَذَهُمْ عَذَاب اللَّه الَّذِي كَانَ صَالِح تَوَعَّدَهُمْ بِهِ فَأَهْلَكَهُمْ .|إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً|يَقُول : إِنَّ فِي إِهْلَاك ثَمُود بِمَا فَعَلَتْ مِنْ عَقْرهَا نَاقَة اللَّه وَخِلَافهَا أَمْر نَبِيّ اللَّه صَالِح لَعِبْرَة لِمَنْ اِعْتَبَرَ بِهِ يَا مُحَمَّد مِنْ قَوْمك.|وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ|يَقُول : وَلَنْ يُؤْمِن أَكْثَرهمْ فِي سَابِق عِلْم اللَّه.

وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

{ وَإِنَّ رَبّك } يَا مُحَمَّد { لَهُوَ الْعَزِيز } فِي اِنْتِقَامه مِنْ أَعْدَائِهِ { الرَّحِيم } بِمَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ خَلْقه .

قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { كَذَّبَتْ قَوْم لُوط الْمُرْسَلِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { كَذَّبَتْ قَوْم لُوط } مَنْ أَرْسَلَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ مِنْ الرُّسُل حِين

فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

أَلَا تَتَّقُونَ اللَّه أَيّهَا الْقَوْم .

وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ

رَسُول مِنْ رَبّكُمْ { أَمِين } عَلَى وَحْيه , وَتَبْلِيغ رِسَالَته .

فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ

فَاتَّقُوا اللَّه فِي أَنْفُسكُمْ , أَنْ يَحِلّ بِكُمْ عِقَابه عَلَى تَكْذِيبكُمْ رَسُوله { وَأَطِيعُونِ } فِيمَا دَعْوَتكُمْ إِلَيْهِ أَهْدِكُمْ سَبِيل الرَّشَاد .

وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ

يَقُول : وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَى نَصِيحَتِي لَكُمْ وَدِعَايَتكُمْ إِلَى رَبِّي جَزَاء وَلَا ثَوَابًا.|إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ|يَقُول : مَا جَزَائِي عَلَى دِعَايَتكُمْ إِلَى اللَّه , وَعَلَى نُصْحِي لَكُمْ وَتَبْلِيغ رِسَالَات اللَّه إِلَيْكُمْ , إِلَّا عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ .

تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَان مِنْ الْعَالَمِينَ } </subtitle>يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { أَتَأْتُونَ الذُّكْرَان مِنْ الْعَالَمِينَ } : أَتَنْكِحُونَ الذُّكْرَان مِنْ بَنِي آدَم فِي أَدْبَارهمْ.

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وَقَوْله : { وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ أَزْوَاجكُمْ } يَقُول : وَتَدَعُونَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ أَزْوَاجكُمْ مِنْ فُرُوجهنَّ , فَأَحَلَّهُ لَكُمْ. وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه : | وَتَذَرُونَ مَا أَصْلَحَ لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ أَزْوَاجكُمْ |. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ , قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20323 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ أَزْوَاجكُمْ } قَالَ : تَرَكْتُمْ أَقْبَال النِّسَاء إِلَى أَدْبَار الرِّجَال وَأَدْبَار النِّسَاء . )* - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد بِنَحْوِهِ .|بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ|وَقَوْله : { بَلْ أَنْتُمْ قَوْم عَادُونَ } يَقُول : بَلْ أَنْتُمْ قَوْم تَتَجَاوَزُونَ مَا أَبَاحَ لَكُمْ رَبّكُمْ , وَأَحَلَّهُ لَكُمْ مِنْ الْفُرُوج إِلَى مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ مِنْهَا. كَمَا : 20324 -حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج : ( { بَلْ أَنْتُمْ قَوْم عَادُونَ } قَالَ : قَوْم مُعْتَدُونَ .)

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوط لَتَكُونَن مِنْ الْمُخْرَجِينَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ قَوْم لُوط : { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوط } عَنْ نَهْينَا عَنْ إِتْيَان الذُّكْرَان { لَتَكُونَن مِنْ الْمُخْرَجِينَ } مِنْ بَيْن أَظْهُرنَا وَبَلَدنَا .

وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ

يَقُول لَهُمْ لُوط : إِنِّي لِعَمَلِكُمْ الَّذِي تَعْمَلُونَهُ مِنْ إِتْيَان الذُّكْرَان فِي أَدْبَارهمْ مِنْ الْقَالِينَ , يَعْنِي مِنْ الْمُبْغِضِينَ , الْمُنْكِرِينَ فِعْله .

وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَاسْتَغَاثَ لُوط حِين تَوَعَّدَهُ قَوْمه بِالْإِخْرَاجِ مِنْ بَلَدهمْ إِنْ هُوَ لَمْ يَنْتَهِ عَنْ نَهْيهمْ عَنْ رُكُوب الْفَاحِشَة , فَقَالَ { رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي } مِنْ عُقُوبَتك إِيَّاهُمْ عَلَى مَا يَعْمَلُونَ مِنْ إِتْيَان الذُّكْرَان .

وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْله مِنْ عُقُوبَتنَا الَّتِي عَاقَبْنَا بِهَا قَوْم لُوط


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس