islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير الطبرى
12565

91-الشمس

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا

وَقَوْله : { فَعَّال لِمَا يُرِيد } يَقُول : هُوَ غَفَّار لِذُنُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَاده إِذَا تَابَ وَأَنَابَ مِنْهَا , مُعَاقِب مَنْ أَصَرَّ عَلَيْهَا وَأَقَامَ , لَا يَمْنَعهُ مَانِع مِنْ فِعْل أَرَادَ أَنْ يَفْعَلهُ , وَلَا يَحُول بَيْنه وَبَيْن ذَلِكَ حَائِل , لِأَنَّ لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض , وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم .

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا

وَقَوْله : { هَلْ أَتَاك حَدِيث الْجُنُود } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ جَاءَك يَا مُحَمَّد حَدِيث الْجُنُود , الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى اللَّه وَرَسُوله بِأَذَاهُمْ وَمَكْرُوههمْ ; يَقُول : قَدْ أَتَاك ذَلِكَ وَعَلِمْته , فَاصْبِرْ لِأَذَى قَوْمك إِيَّاكَ , لِمَا نَالُوك بِهِ مِنْ مَكْرُوه , كَمَا صَبَرَ الَّذِينَ تَجَنَّدَ هَؤُلَاءِ الْجُنُود عَلَيْهِمْ مِنْ رُسُلِي , وَلَا يُثْنِيك عَنْ تَبْلِيغهمْ رِسَالَتِي , كَمَا لَمْ يُثْنَ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَى هَؤُلَاءِ , فَإِنَّ عَاقِبَة مَنْ لَمْ يُصَدِّقك وَيُؤْمِن بِك مِنْهُمْ إِلَى عَطَب وَهَلَاك , كَاَلَّذِي كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْجُنُود ,

وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

ثُمَّ بَيَّنَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ الْجُنُود مَنْ هُمْ ؟ فَقَالَ : { فِرْعَوْن وَثَمُود } يَقُول : فِرْعَوْن , فَاجْتُزِئَ بِذِكْرِهِ , إِذْ كَانَ رَئِيس جُنْده , مِنْ ذَكَر جُنْده وَتُبَّاعه . وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَام : هَلْ أَتَاك حَدِيث الْجُنُود فِرْعَوْن وَقَوْمه وَثَمُود ; وَخُفِضَ فِرْعَوْن رَدًّا عَلَى الْجُنُود , عَلَى التَّرْجَمَة عَنْهُمْ , وَإِنَّمَا فُتِحَ لِأَنَّهُ لَا يَجْرِي وَثَمُود .

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { بَلْ الَّذِي كَفَرُوا فِي تَكْذِيب } </subtitle>يَقُول تَعَالَى ذِكْره : مَا بِهَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِوَعِيدِ اللَّه , أَنَّهُمْ لَمْ يَأْتِهِمْ أَنْبَاء مَنْ قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم الْمُكَذِّبَة رُسُل اللَّه , كَفِرْعَوْن وَقَوْمه , وَثَمُود وَأَشْكَالهمْ , وَمَا أَحَلَّ اللَّه بِهِمْ مِنْ النِّقَم , بِتَكْذِيبِهِمْ الرُّسُل , وَلَكِنَّهُمْ فِي تَكْذِيب بِوَحْيِ اللَّه وَتَنْزِيله , إِيثَارًا مِنْهُمْ لِأَهْوَائِهِمْ , وَاتِّبَاعًا مِنْهُمْ لِسُنَنِ آبَائِهِمْ

وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا

{ وَاَللَّه مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيط } بِأَعْمَالِهِمْ , مُحْصٍ لَهَا , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء , وَهُوَ مُجَازِيهمْ عَلَى جَمِيعهَا .

وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا

وَقَوْله : { بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد } يَقُول , تَكْذِيبًا مِنْهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلْقَائِلِينَ لِلْقُرْآنِ هُوَ شِعْر وَسَجْع : مَا ذَلِكَ كَذَلِكَ , بَلْ هُوَ قُرْآن كَرِيم . 28568 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد } يَقُول : قُرْآن كَرِيم . )28569 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث بْن إِسْحَاق , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : ( { بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد } قَالَ : كَرِيم .)

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا

وَقَوْله : { فِي لَوْح مَحْفُوظ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : هُوَ قُرْآن كَرِيم , مُثْبَت فِي لَوْح مَحْفُوظ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { مَحْفُوظ } فَقَرَأَ ذَلِكَ مَنْ قَرَأَهُ مِنْ أَهْل الْحِجَاز , أَبُو جَعْفَر الْقَارِئ , وَابْن كَثِير . وَمَنْ قَرَأَهُ مِنْ قُرَّاء الْكُوفَة عَاصِم وَالْأَعْمَش وَحَمْزَة وَالْكِسَائِيّ , وَمِنْ الْبَصْرِيِّينَ أَبُو عَمْرو { مَحْفُوظ } خَفْضًا عَلَى مَعْنَى أَنَّ اللَّوْح هُوَ الْمَنْعُوت بِالْحِفْظِ . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَ التَّأْوِيل فِي لَوْح مَحْفُوظ مِنْ الزِّيَادَة فِيهِ , وَالنُّقْصَان مِنْهُ , عَمَّا أَثْبَتَهُ اللَّه فِيهِ . وَقَرَأَ ذَلِكَ مِنْ الْمَكِّيِّينَ اِبْن مُحَيْصِن , وَمِنْ الْمَدَنِيِّينَ نَافِع | مَحْفُوظ | رَفْعًا , رَدًّا عَلَى الْقُرْآن , عَلَى أَنَّهُ مِنْ نَعْته وَصِفَته . وَكَانَ مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى قِرَاءَتهمَا : بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد , مَحْفُوظ مِنْ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل فِي لَوْح . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , صَحِيحَتَا الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ الْقَارِئ فَتَأْوِيل الْقِرَاءَة الَّتِي يَقْرَأهَا عَلَى مَا بَيَّنَّا . وَقَدْ : 28570 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , (عَنْ مُجَاهِد { فِي لَوْح } قَالَ : فِي أُمّ الْكِتَاب . )28571 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة ( { فِي لَوْح مَحْفُوظ } عِنْد اللَّه . )وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا قِيلَ مَحْفُوظ , لِأَنَّهُ مِنْ جَبْهَة إِسْرَافِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28572 - حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : سَمِعْت قُرَّة بْن سُلَيْمَان , قَالَ : ثَنَا حَرْب بْن سُرَيْج , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن صُهَيْب , عَنْ أَنَس بْن مَالِك , فِي قَوْله : ( { بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد فِي لَوْح مَحْفُوظ } قَالَ : إِنَّ اللَّوْح الْمَحْفُوظ الَّذِي ذَكَرَ اللَّه , { بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد فِي لَوْح مَحْفُوظ } فِي جَبْهَة إِسْرَافِيل . )آخِر تَفْسِير سُورَة الْبُرُوج

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا

إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا

فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا

وَقَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : يَخْرُج مِنْ بَيْن ذَلِكَ , وَمَعْنَى الْكَلَام مِنْهُمَا , كَمَا يُقَال : سَيَخْرُجُ مِنْ بَيْن هَذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ خَيْر كَثِير , بِمَعْنَى . يَخْرُج مِنْهُمَا . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى التَّرَائِب وَمَوْضِعهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ صَدْر الْمَرْأَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 28586 - حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَسْوَد الطُّفَاوِيّ , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن رَبِيعَة , عَنْ سَلَمَة بْن سَابُور , عَنْ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس ( { الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة ). 28587 -حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : ( { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : مِنْ بَيْن ثَدْي الْمَرْأَة ). 28588 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سُئِلَ عِكْرِمَة عَنْ التَّرَائِب , فَقَالَ : (هَذِهِ , وَوَضَعَ يَده عَلَى صَدْره بَيْن ثَدْيَيْهِ ). 28589- حَدَّثَنِي اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنِي سَلْم بْن قُتَيْبَة , قَالَ : ثَنِي عَبْد اللَّه بْن النُّعْمَان الْحُدَانِيّ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَة يَقُول : ( { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : صُلْب الرَّجُل , وَتَرَائِب الْمَرْأَة ). 28590 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ شَرِيك , عَنْ عَطَاء , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : (التَّرَائِب : الصَّدْر) . 28591 - قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ مِسْعَر , عَنْ الْحَكَم , عَنْ أَبِي عِيَاض , قَالَ : التَّرَائِب : (الصَّدْر ). 28592- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله :( { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر , وَهَذَا الصُّلْب , وَأَشَارَ إِلَى ظَهْره ). وَقَالَ آخَرُونَ : التَّرَائِب : مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28593 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ ثُوَيْر , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { التَّرَائِب } مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر ). * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { التَّرَائِب } قَالَ : أَسْفَل مِنْ التَّرَاقِي . 28594 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : الصُّلْب لِلرَّجُلِ , وَالتَّرَائِب لِلْمَرْأَةِ , وَالتَّرَائِب فَوْق الثَّدْيَيْنِ . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28595 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : فَالتَّرَائِب أَطْرَاف الرَّجُل وَالْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ , فَتِلْكَ التَّرَائِب . 28596 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي رَوْق , عَنْ الضَّحَّاك { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ . 28597 - قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : قَالَ غَيْره : التَّرَائِب : مَاء الْمَرْأَة وَصُلْب الرَّجُل . 28598 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } : عَيْنَاهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ , أَنَّهُ يَخْرُج مِنْ بَيْن صُلْب الرَّجُل وَنَحْره . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28599 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : يَخْرُج مِنْ بَيْن صُلْب الرَّجُل وَنَحْره . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ الْأَضْلَاع الَّتِي أَسْفَل الصُّلْب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28600 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الْأَضْلَاع الَّتِي أَسْفَل الصُّلْب . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ عُصَارَة الْقَلْب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28601 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي اللَّيْث أَنَّ مَعْمَر اِبْن أَبِي حَبِيبَة الْمَدِينِيّ حَدَّثَهُ , أَنَّهُ بَلَغَهُ فِي قَوْل اللَّه :( { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : هُوَ عُصَارَة الْقَلْب , وَمِنْهُ يَكُون الْوَلَد ). وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : قَوْل مَنْ قَالَ : هُوَ مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ الْمَرْأَة , حَيْثُ تَقَع عَلَيْهِ مِنْ صَدْرهَا , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب , وَبِهِ جَاءَتْ أَشْعَارهمْ , قَالَ الْمُثَقِّب الْعَبْدِيّ : <br>وَمِنْ ذَهَب يُسَنّ عَلَى تَرِيب .......... كَلَوْنِ الْعَاج لَيْسَ بِذِي غُضُون <br>وَقَالَ آخَر : <br>وَالزَّعْفَرَان عَلَى تَرَائِبهَا .......... شَرِقًا بِهِ اللَّبَّات وَالنَّحْر<br>

وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا

وَقَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَذَا الَّذِي خَلَقَكُمْ أَيّهَا النَّاس مِنْ هَذَا الْمَاء الدَّافِق , فَجَعَلَكُمْ بَشَرًا سَوِيًّا , بَعْد أَنْ كُنْتُمْ مَاء مَدْفُوقًا , عَلَى رَجْعه لَقَادِر وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْهَاء الَّتِي فِي قَوْله : { عَلَى رَجْعه } عَلَى مَا هِيَ عَائِدَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ عَائِدَة عَلَى الْمَاء . وَقَالُوا : مَعْنَى الْكَلَام : إِنَّ اللَّه عَلَى رَدّ النُّطْفَة فِي الْمَوْضِع الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ { لَقَادِر } . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28602 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : إِنَّهُ عَلَى رَدّه فِي صُلْبه لَقَادِر ). * - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو النُّعْمَان الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله :( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : لِلصُّلْبِ ). 28603 - حَدَّثَنِي عُبَيْد بْن إِسْمَاعِيل الْهَبَّارِيّ , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى أَنْ يَرُدّ الْمَاء فِي الْإِحْلِيل ). * - حَدَّثَنِي نَصْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَوْدِيّ الْوَشَّاء , قَالَ : ثَنَا أَبُو قَطَن عَمْرو بْن الْهَيْثَم , عَنْ وَرْقَاء , عَنْ عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي بَكْر , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى رَدّ النُّطْفَة فِي الْإِحْلِيل ). * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : فِي الْإِحْلِيل ). *- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : رَدّه فِي الْإِحْلِيل ). وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّهُ عَلَى رَدّ الْإِنْسَان مَاء كَمَا كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُقهُ مِنْهُ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28604 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله :( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } إِنْ شِئْت رَدَدْته كَمَا خَلَقْته مِنْ مَاء ). وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّهُ عَلَى حَبْس ذَلِكَ الْمَاء لَقَادِر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28605 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى رَجْع ذَلِكَ الْمَاء لَقَادِر , حَتَّى لَا يَخْرُج , كَمَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِنْهُ مَا خَلَقَ , قَادِر عَلَى أَنْ يُرْجِعهُ ). وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَادِر عَلَى رَجْع الْإِنْسَان مِنْ حَال الْكِبَر إِلَى حَال الصِّغَر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28606 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ مُقَاتِل بْن حَيَّان , عَنْ الضَّحَّاك قَالَ : سَمِعْته يَقُول فِي قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } يَقُول : إِنْ شِئْت رَدَدْته مِنْ الْكِبَر إِلَى الشَّبَاب , وَمِنْ الشَّبَاب إِلَى الصِّبَا , وَمِنْ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَة ). وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيل تَكُون الْهَاء فِي قَوْله : { عَلَى رَجْعه } مِنْ ذِكْر الْإِنْسَان . وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْهَاء لِلْإِنْسَانِ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْد مَمَاته لَقَادِر. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28607 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : ( { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَلَى بَعْثه وَإِعَادَته قَادِر ). وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ : قَوْل مَنْ قَالَ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّ اللَّه عَلَى رَدّ الْإِنْسَان الْمَخْلُوق مِنْ مَاء دَافِق مِنْ بَعْد مَمَاته حَيًّا , كَهَيْئَتِهِ قَبْل مَمَاته لَقَادِر . وَإِنَّمَا قُلْت هَذَا أَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ , لِقَوْلِهِ : { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } فَكَانَ فِي إِتْبَاعه قَوْله { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } نَبَأ مِنْ أَنْبَاء الْقِيَامَة , دَلَالَة عَلَى أَنَّ السَّابِق قَبْلهَا أَيْضًا مِنْهُ , وَمِنْهُ { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْد مَمَاته لَقَادِر , يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر ; فَالْيَوْم مِنْ صِفَة الرَّجْع , لِأَنَّ الْمَعْنَى : إِنَّهُ عَلَى رَجْعه يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر لَقَادِر .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس