islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير البيضاوى
13788

84-الانشقاق

إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ

1-" إذا السماء انشقت " بالغمام كقوله تعالى : " ويوم تشقق السماء بالغمام " وعن علي رضي الله تعالى عنه : تنشق من المجرة .

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

2-" وأذنت لربها " واستمعت له أي انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للآمر ويذعن له . "وحقت " وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد يقال : حق بكذا فهو محقوق وحقيق .

وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ

3-" وإذا الأرض مدت " بسطت بأن تزال جبالها وآكامها .

وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ

4-" وألقت ما فيها وتخلت " في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في باطنها .

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

5-" وأذنت لربها " في الإلقاء والتخلي " وحقت " للإذن وتكرير " إذا " لاستقلال كل من الجملتين بنوع من القدرة وجوابه محذوف للتهويل بالإبهام أو الاكتفاء بما مر في سورتي التكوير و الانفطار أو لدلالة قوله .

يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ

6-" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه " عليه وتقديره لاقى الإنسان كدحه اي جهداً يؤثر فيه من كدحه إذا خدشه ، أو " فملاقيه " و" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك " اعتراض ، والكدح إليه السعي إلى لقاء جزائه .

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

7-" فأما من أوتي كتابه بيمينه " .

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا

8-" فسوف يحاسب حساباً يسيراً " سهلاً لا يناقش فيه .

وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا

9-" وينقلب إلى أهله مسروراً " إلى عشيرته المؤمنين ، أو فريق المؤمنين ، أو " أهله " في الجنة من الحور .

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

10-" وأما من أوتي كتابه وراء ظهره " أي يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره . قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره .

فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا

11-" فسوف يدعو ثبوراً " يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك .

وَيَصْلَى سَعِيرًا

12-" ويصلى سعيراً " وقرأ الحجازيان و الشامي ويصلى لقوله تعالى ك" وتصلية جحيم " وقرئ ويصلى لقوله تعالى : " ونصله جهنم " .

إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا

13-" إنه كان في أهله " أي في الدنيا . " مسروراً " بطراً بالمال والجاه فارغاً عن الآخرة .

إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ

14-" إنه ظن أن لن يحور " لن يرجع إلى الله تعالى .

بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا

15-" بلى " إيجاب لما بعد " لن " . " إن ربه كان به بصيراً " عالماً بأعماله فلا يهمله بل يرجعه ويجازيه .

فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ

16-" فلا أقسم بالشفق " الحمرة التي ترى في أفق المغرب بعد الغروب . وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى : أنه البياض الذي يليها ،سمي به لرقته من الشفقة .

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ

17-" والليل وما وسق " وما جمعه وستره من الدواب وغيرها يقال : وسقه فاتسق واستوسق ، قال : مستوسقات لو يجدن سائقا أو طرده إلى أماكنه من الوسيقة .

وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ

18-" والقمر إذا اتسق " اجتمع وتم بدراً .

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ

19-" لتركبن طبقاً عن طبق " حالاً بعد حال مطابقة لأختها في الشدة ن وهو لما طابق غيره فقيل للحال المطابقة ، أو مراتب من الشدة بعد المراتب هي الموت ومواطن القيامة وأهوالها ، أو هي وما قبلها من الدواهي على أنه جمع طبقة . وقرأ ابن كثير و حمزة و الكسائي لتركبن بالفتح على خطاب الإنسان باعتبار اللفظ ، أو الرسول عليه الصلاة والسلام على معنى لتركبن حالاً شريفة ومرتبه عالية بعد حال ومرتبه ، أو " طبقاً " من أطباق السماء بعد طبق ليلة المعراج وبالكسر على خطاب النفس ، وبالياء على الغيبة و " عن طبق " صفة لـ" طبقاً " أو حال من الضمير بمعنى مجاوز الـ" طبق " أو مجاوزين له .

فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

20-" فما لهم لا يؤمنون " بيوم القيامة .

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ

21-" وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون " لا يخضعون أو "لا يسجدون " لتلاوته . لما روي : عليه الصلاة والسلام قرأ " واسجد واقترب " فسجد بمن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤوسهم فنزلت . واحتج به أبو حنيفة على وجوب السجود فإنه ذم لمن سمعه ولم يسجد .وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سجد فيها وقال : والله ما سجدت فيها إلى بعد أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها .

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ

22-" بل الذين كفروا يكذبون " أي القرآن .

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ

23-" والله أعلم بما يوعون " بما يضمرون في صدورهم من الكفر والعداوة .

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

24-" فبشرهم بعذاب أليم " استهزاء بهم .

إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

25-" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " استثناء منقطع أو متصل ، والمراد من تاب وآمن منهم." لهم أجر غير ممنون " مقطوع أو " ممنون " به عليهم . وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الانشقاق أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره " .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس