islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير البيضاوى
13419

88-الغاشية

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ

1-" هل أتاك حديث الغاشية " الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يعني يوم القيامة ،أو النار من قوله تعالى " وتغشى وجوههم النار " .

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ

2-" وجوه يومئذ خاشعة " ذليلة .

عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ

3-" عاملة ناصبة " تعمل ما تتعب فيه كجر السلاسل وخوضها في النار خوض الإبل في الوحل ،والصعود والهبوط في تلالها ووهادها ما عملت ، ونصبت في أعمال لا تنفعها يومئذ .

تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً

4-" تصلى ناراً " تدخلها وقرأ أبو عمرو و يعقوب و أبو بكر تصلى من أصلاه الله ، وقرئ تصل بالتشديد للمبالغة . " حامية " متناهية في الحر .

تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ

5-" تسقى من عين آنية " بلغت أناها في الحر .

لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ

6-" ليس لهم طعام إلا من ضريع " يبيس الشبرق وهو شوك ترعاه الإبل ما دام رطباً ، وقيل شجرة نارية تشبه الضريع ، ولعله طعام هؤلاء والزقوم والغسلين طعام غيرهم ، أو المراد طعامهم ما تتحاماه الإبل وتعافه لضره وعدم نفعه كما قال تعالى :

لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ

7-" لا يسمن ولا يغني من جوع " والمقصود من الطعام أحد الأمرين .

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ

8-" وجوه يومئذ ناعمة " ذات بهجة أو متنعمة .

لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ

9-" لسعيها راضيةً " رضيت بعملها لما رأت ثوابه .

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

10-" في جنة عالية " علية المحل أو القدر .

لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً

11-" لا تسمع " يا مخاطب أو الوجوه ، وقرأ على بناء المفعول بالياء ابن كثير و أبو عمرو و رويس وبالتاء نافع . " فيها لاغيةً " لغواً أو كلمة ذات لغو أو نفساً تلغو ، فإن كلام أهل الجنة الذكر والحكم .

فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ

12-" فيها عين جارية " يجري ماؤها ولا ينقطع والتنكير للتعظيم .

فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ

13-" فيها سرر مرفوعة " رفيعة السمك أو القدر .

وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ

14-" وأكواب " جمع كوب وهو آنية لا عروة لها " موضوعة " بين أيديهم .

وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ

15-" ونمارق " وسائد جمع نمرقة بالفتح والضم " مصفوفةً " بعضها إلى بعض .

وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ

16-" وزرابي " بسط فاخرة جمع زريبة " مبثوثة " مبسوطة .

أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

17-" أفلا ينظرون " نظر اعتبار " إلى الإبل كيف خلقت " خلقاً دالاً على كمال قدرته وحسن تدبيره حيث خلقها لجر الأثقال إلى البلاد النائية ن فجعلها عظيمة باركة للمحل ناهضة بالحمل منقادة لمن اقتادها طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع ما لها من منافع أخرى ولذلك خصت بالذكر لبيان الآيات المنبثة في الحيوانات التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً ، ولأنها أعجب ما عند العرب من هذا النوع . وقيل المراد بها السحاب على الاستعارة.

وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ

18-" وإلى السماء كيف رفعت " بلا عمد .

وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

19-" وإلى الجبال كيف نصبت " فهي راسخة لا تميل .

وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

20-" وإلى الجبال كيف نصبت " بسطت حتى صارت مهاداً وقرئ الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى " أفلا ينظرون " إلى أنواع المخلوقات من البسائط والمركبات ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ولذلك عقب به بأمر المعاد ورتب عليه الأمر بالتذكير فقال :

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ

21-" فذكر إنما أنت مذكر " فلا عليك إن لم ينظروا ولم يذكروا إذ ما عليك إلا البلاغ .

لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ

22-" لست عليهم بمصيطر " بمتسلط وعن الكسائي بالسين على الأصل و حمزة بالإشمام .

إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ

23-" إلا من تولى وكفر " لكن من تولى وكفر .

فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ

24-" فيعذبه الله العذاب الأكبر " يعني عذاب الآخرة . وقيل متصل فإن جهاد الكفار وقتلهم تسلط ، وكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة وقيل هو استثناء من قوله " فذكر " أي فذكر إلا من تولى وأصر فاستحق العذاب الأكبر ، ما بينهما اعتراض ويؤيد الأول أنه قرئ " إلا من تولى " على التنبيه .

إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ

25-" إن إلينا إيابهم " رجوعهم ، وقرئ بالتشديد على أنه فيعلل مصدر فيعل من الإياب ، أو فعال من الأوب قلبت واوه الأولى قلبها في ديوان ثم الثانية للإدغام .

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ

26-" ثم إن علينا حسابهم " في المحشر ، وتقديم الخبر للتخصيص والمبالغة في الوعيد . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً" .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس