islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
11812

50-ق

ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ

{ق} قضي ما هو كائن إلى يوم القيامة {والقرآن المجيد} الكبير القدر والكثير الخير.

بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ

{بل عجبوا} يعني: كفار مكة {أن جاءهم منذر منهم} محمد عليه السلام، وهم يعرفون نسبه وأمانته {فقال الكافرون هذا شيء عجيب} يعني: هذا الإنكار الذي ينذرنا.

أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ

{ أإذا متنا وكنا ترابا } نبعث؟ وهذا استفهام إنكار، وجوابه محذوف، ثم أنكروا ذلك أصلاً، فقالوا: {ذلك} أي: البعث {رجع بعيد} رد لا يكون. قال الله تعالى:

قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ

{قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} ما تأكل من لحومهم {وعندنا كتاب حفيظ} أي: اللوح المحفوظ من أن يدرس ويتغير، وفيه جميع الأشياء المقدرة.

بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ

{بل كذبوا بالحق} أي: بالقرآن {لما جاءهم فهم في أمر مريج} ملتبس عليهم، مرةً يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ساحر، ومرةً: شاعر ومرةً: معلم، ثم دلهم على قدرته فقال:

أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ

{أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} شقوق. وقوله:

وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

{من كل زوج بهيج} أي: من كل لون حسن.

تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ

{تبصرة} فعلنا ذلك تبصيراً ودلالةً على قدرتنا {لكل عبد منيب} يرجع إلى الله تعالى، فيتفكر في قدرته. وقوله:

وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ

{وحب الحصيد} أي: ما يقتات من الحبوب.

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ

{والنخل باسقات} طوالاً {لها طلع نضيد} ثمر متراكب.

رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ

{رزقا للعباد} أي: آتينا هذا الأشياء للرزق {وأحيينا به} بذلك الماء {بلدة ميتا كذلك الخروج} من القبور. وقوله:

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ

{كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود}.

وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ

{وعاد وفرعون وإخوان لوط}.

وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ

{وقوم تبع} وهو ملك كان باليمن أسلم، ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه، وقوله: {فحق وعيد} وجب عليهم العذاب.

أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ

{ أفعيينا بالخلق الأول} أي: أعجزنا عنه حتى تعيى بالإعادة {بل هم في لبس} شك {من خلق جديد} أي: البعث.

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} يحدثه قلبه {ونحن أقرب إليه} بالعلم {من حبل الوريد} وهو عرق في العنق.

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

{إذ يتلقى المتلقيان} أي: الملكان الحافظان يتلقيان ويأخذان ما يعمله الإنسان، فيثبتانه. {عن اليمين وعن الشمال قعيد} قاعدان على جانبيه.

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

{ما يلفظ} يتكلم {من قول إلا لديه رقيب} حافظ {عتيد} حاضر.

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ

{وجاءت سكرة الموت} أي: غمرته وشدته {بالحق} أي: من أمر الآخرة حتى يراه الإنسان عياناً. {ذلك ما كنت منه تحيد} أي: تهرب وتروغ. يعني: الموت.

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ

{ونفخ في الصور} أي: نفخة البعث. {ذلك يوم الوعيد} الذي يوعد الله به الكفار.

وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ

{وجاءت كل نفس} إلى المحشر {معها سائق} من الملائكة يسوقها {وشهيد} شاهد عليها بعملها، وهو الأيدي والأرجل، فيقول الله تعالى:

لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ

{لقد كنت في غفلة من هذا} اليوم {فكشفنا عنك غطاءك} فخلينا عنك سترك حتى عاينته {فبصرك اليوم حديد} فعلمك بما أنت فيه نافذ.

وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ

{وقال قرينه} أي: الملك الموكل به: {هذا ما لدي عتيد} هذا الذي وكلتني به قد أحضرته، فأحضرت ديوان أعماله، فيقول الله للملكين الموكلين بالإنسان:

أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ

{ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} عاص معرض عن الحق.

مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ

{مناع للخير} للزكاة المفروضة وكل حق في ماله {معتد} ظالم {مريب} شاك.

الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ

{الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد}.

قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ

{قال قرينه} من الشياطين: {ربنا ما أطغيته} ما أظللته {ولكن كان في ضلال بعيد} أي: إنما طغى هو بضلاله، وإنما دعوته فاستجاب لي، كما قال في الإخبار عن الشيطان: {إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} فحينئذ يقول الله:

قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ

{لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد} حذرتكم العقوبة في الدنيا على لسان الرسل.

مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

{ما يبدل القول لدي} لا تبديل لقولي ولا خلف لوعدي {وما أنا بظلام للعبيد} فأعاقب بغير جرم.

يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ

{يوم نقول لجهنم هل امتلأت} وهذا استفهام تحقيق، وذلك أن الله عز وجل وعدها أن يملأها، فلما ملأها قال لها:{هل امتلأت وتقول هل من مزيد} أي: هل بقي في موضع لم يمتلىء، أي قد امتلأت.

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ

{وأزلفت الجنة} أدنيت الجنة {للمتقين} حتى يروها {غير بعيد} منهم، ويقال لهم:

هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ

{هذا ما توعدون لكل أواب} رجاع إلى الله بالطاعة {حفيظ} حافظ لأمر الله.

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ

{من خشي الرحمن بالغيب} خاف الله ولم يره {وجاء بقلب منيب} مقبل إلى طاعة الله. يقال لهم:

ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ

{ادخلوها بسلام} بسلامة من العذاب {ذلك يوم الخلود} لأهل الجنة فيها.

لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ

{لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} زيادة مما لم يخطر ببالهم. وقيل: هو الرؤية.

وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ

{وكم أهلكنا قبلهم} قبل أهل مكة {من قرن} جماعة من الناس {هم أشد منهم بطشا فنقبوا} طوفوا في البلاد وفتشوا، فلم يريوا محيصاً من الموت.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ

{إن في ذلك} الذي ذكرت {لذكرى} لعظة وتذكيراً {لمن كان له قلب} أي: عقل {أو ألقى السمع} أي: استمع القرآن {وهو شهيد} حاضر القلب. وقوله:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ

{وما مسنا من لغوب} أي: وما أصابنا تعب وإعياء، وهذا رد على اليهود في قولهم: إن الله تعالى استراح يوم السبت.

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ

{فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك} صل لله {قبل طلوع الشمس} أي: صلاة الفجر {وقبل الغروب} صلاة الظهر والعصر.

وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ

{ومن الليل فسبحه} أي: صلاتي العشاء {وأدبار السجود} أي: الركعتين بعد المغرب.

وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ

{واستمع} يا محمد {يوم يناد المناد} وهو إسرافيل عليه السلام يقول: أيتها العظام البالية، واللحوم المتمزقة، إن الله يأمركن أن تتجمعن لفصل القضاء. {من مكان قريب} من السماء، وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الأرض إلى السماء.

يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ

{يوم يسمعون الصيحة بالحق} أي: نفخة البعث {ذلك يوم الخروج} من القبور.

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ

{إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير}.

يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ

{يوم تشقق الأرض عنهم} فيخرجون {سراعا}.

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ

{وما أنت عليهم بجبار} بمسلط يجبرهم على الإسلام، وهذا قبل أن يوم بالقتال {فذكر} فعظ {بالقرآن من يخاف وعيد}.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس