islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
11704

63-المنافقون

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ

{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} لإضمارهم خلاف ما أظهروا.

اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

{اتخذوا أيمانهم} جمع يمين {جنة} سترةً يستترون بها من القتل. يعني: قولهم: {ويحلفون بالله إنهم لمنكم} وقوله: {يحلفون بالله ما قالوا}. {فصدوا عن سبيل الله} منعوا الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم {إنهم ساء ما كانوا يعملون} بئس العمل عملهم.

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ

{ذلك بأنهم آمنوا} في الظاهر {ثم كفروا} بالاعتقاد.

وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

{وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} في طولها واستواء خلقها، وكان عبد الله ابن أبي جسيماً صبيحاً فصيحاً، إذا تكلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله، وهو قوله: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} ثم أعلم أنهم في ترك التفهم بمنزلة الخشب، فقال: {كأنهم خشب مسندة} أي: ممالة إلى الجدار {يسبحون} من جبنهم وسوء ظنهم {كل صيحة عليهم} أي: إن نادى مناد في العسكر، أو ارتفع صوت، ظنوا أنهم يرادون بذلك لما في قلوبهم من الرعب {هم العدو} وإن كانوا معك {فاحذرهم} ولا تأمنهم {قاتلهم الله} لعنهم الله {أنى يؤفكون} من أين يصرفون عن الحق بالباطل؟!.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ

{وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم} وذلك أنه لما نزلت هذا الآيات قيل لعبد الله بن أبي: لقد نزلت فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك، فلوى رأسه وأعرض بوجهه إظهاراً للكراهة {ورأيتهم يصدون} يعرضون عما دعوا إليه {وهم مستكبرون} لا يستغفرون، ثم أخبر أن استغفار الرسول عليه السلام لا ينفعهم لفسقهم وكفرهم فقال:

سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

{سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم}.

هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ

{هم الذين يقولون: لا تنفقوا على من عند رسول الله} وذلك أن عبد الله ابن أبي قال لقومه وذويه: لا تنفقوا على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم عنهم - حتى يفضوا، أي: يتفرقوا {ولله خزائن السماوات والأرض} أي: إنه يرزق الخلق كلهم، وهو يرزق المؤمنين والمنافقين جميعاً.

يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ

{يقولون لئن رجعنا إلى المدينة} يعني: عبد الله بن أبي، وكان قد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بني المصطلق، وجرى بينه وبين واحد من المؤمنين جدال، فأفرط عليه المؤمن فقال عبد الله بن أبي: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} يعني: الأعز نفسه، والأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى: {ولله العزة} القوة والغلبة {ولرسوله} بعلو كلمته وإظهار دينه {وللمؤمنين} بنصر الله إياهم على من ناوأهم .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم} لا تشغلكم {أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} أي: الصلوات الخمس {ومن يفعل ذلك} يشتغل بشيء عن الصلوات {فأولئك هم الخاسرون}.

وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ

{وأنفقوا من ما رزقناكم} يعني: أذوا الزكاة {من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول: رب لولا أخرتني إلى أجل قريب} هلا أخرتني إلى أجل قريب، يسأل الرجعة وما قصر أحد في الزكاة والحج إلا سأل الرجعة عند الموت {فأصدق} أي: أتصدق وأزكي {وأكن من الصالحين} أي: أحج. قال الله تعالى:

وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

{ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس