islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
11811

55-الرحمن

الرَّحْمَنُ

{الرحمن}.

عَلَّمَ الْقُرْآَنَ

{علم القرآن} علم نبيه عليه السلام القران، ليس كما يقول المشركون: إنما يعلمه بشر. وقيل: معناه: يسر القران لأن يذكر، فعلمه هذه الأمة حتى حفظوه.

خَلَقَ الْإِنْسَانَ

{خلق الإنسان} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم.

عَلَّمَهُ الْبَيَانَ

{علمه البيان} القرآن الذين فيه بيان كل شيء. وقيل: {خلق الإنسان} يعني: ابن آدم، فعلمه النطق وفضله به على سائر الحيوان.

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ

{الشمس والقمر} يجريان {بحسبان} بحساب لا يجاوزانه.

وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ

{والنجم} كل نبت لا يقوم على ساق، ولا يبقى على الشتاء. {والشجر يسجدان} يخضعان لله تعالى بما يريد منهما.

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ

{والسماء رفعها} فوق الأرض {ووضع الميزان} العدل والإنصاف.

أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ

{أن لا} لئلا {تطغوا} تجاوزوا القدر {في الميزان}.

وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ

{وأقيموا الوزن بالقسط} بالعدل {ولا تخسروا الميزان} لا تنقصوا الوزن.

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ

{والأرض وضعها للأنام} للجن والإنس.

فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ

{فيها فاكهة} أنواع الفواكه {والنخل ذات الأكمام} أوعية الثمر.

وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ

{والحب ذو العصف} أي: ورق الزرع. وقيل: هو التبن {والريحان} الرزق، ثم خاطب الجن والإنس فقال:

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء} نعم {ربكما} من هذه الأشياء التي ذكرها {تكذبان} لأنها كلها منعم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانية الله سبحانه، ثم كرر في هذه السورة هذه الآية توكيداً وتذكيراً لنعمه.

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ

{خلق الإنسان} آدم {من صلصال} طين يابس يسمع له صلصلة {كالفخار} وهو ما طبخ من الطين.

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ

{وخلق الجان} أي: أبا الجن {من مارج} من لهب النار الخالص.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ

{رب المشرقين ورب المغربين} مشرق الصيف ومشرق الشتاء، وكذلك المغربان.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ

{مرج البحرين} خلط البحر العذب والبحر المالح {يلتقيان} يجتمعان، وذلك أن البحر المالح فيه عيون ماء عذب.

بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ

{بينهما برزخ} حاجز من قدرة الله {لا يبغيان} لا يختلطان ولا يجاوزان ما قدر الله لهما، فلا الملح يختلط بالعذب، ولا العذب يختلط بالملح.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ

{يخرج منهما} أراد: من أحدهما، وهو الملح {اللؤلؤ} وهو الحب الذي يخرج من البحر {والمرجان} صغار اللؤلؤ.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ

{وله الجوار} السفن {المنشآت} المرفوعات. {كالأعلام} كالجبال في العظم.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ

{كل من عليها} على الأرض من حيوان {فإن} هالك.

وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

{ويبقى وجه ربك} وهو السيد {ذو الجلال} العظمة {والإكرام} لأنبيائه وأوليائه.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ

{يسأله من في السماوات والأرض} من ملك وإنس وجن الرزق والمغفرة وما يحتاجون إليه {كل يوم هو في شأن} من إظهار أفعاله، وإحداث ما يريد من إحياء وإماتة، وخفض ورفع ، وقبض وبسط.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} .

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ

{سنفرغ لكم} سنقصد لحسابكم بعد الإمهال {أيها الثقلان} يعني: الجن والإنس.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ

{يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا} تخرجوا {من أقطار السماوات والأرض} نواحيها هاربين من الموت {فانفذوا} فاخرجوا {لا تنفذون إلا بسلطان} أي: حيث ما كنتم شاهدتم حجة الله وسلطاناً يدل على أنه واحد.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ

{يرسل عليكما شواظ من نار} وهو اللهب الذي لا دخان له {ونحاس} وهو الدخان الذي لا لهب له أي: يرسل هذا مرةً، وهو في يوم القيامة يحاط على الخلق بلسان من نار {فلا تنتصران} أي: تمتنعان.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{ فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ

{فإذا انشقت السماء} انفجرت أبوباً لنزول الملائكة {فكانت وردة} في اختلاف ألوانه.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ

{فيومئذ لا يسأل عن ذنبه} سؤال استفهام، ولكن يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} .

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ

{يعرف المجرمون بسيماهم} بعلامتهم، وهي سواد الوجوه، وزرقة العيون {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} تضم نواصيهم إلى أقامهم،ويلقون في النار، والنواصي: جمع الناصية، وهو شعر الجبهة، ثم يقال لهم:

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ

{هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون}.

يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ

{يطوفون بينها وبين حميم آن} وهو الذي قد انتهى في الحرارة، والمعنى أنهم إذا استغاثوا من النار جعل غيائهم الحميم الآني، فيطاف بهم مرةً إلى الحميم مرةً إلى النار.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ

{ولمن خاف مقام ربه} قيامه بين يدي الله تعالى للحساب، فترك المعصية {جنتان}.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} .

ذَوَاتَا أَفْنَانٍ

{ذواتا أفنان} أغصان.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ

{فيهما عينان تجريان} إحداهما بالماء الزلال، والأخرى بالخمر.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ

{فيهما من كل فاكهة زوجان} نوعان كلاهما حلو.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ

{متكئين على فرش} جمع فراش {بطائنها} ما بطن منها، وهو ضد الظاهر {من إستبرق} وهو ما غلظ من الديباج {وجنى الجنتين} ثمرهما {دان} قريب يناله القاعد والقائم.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ

{فيهن قاصرات الطرف} حابسات الأعين إلا على أزواجهن، ولا ينظرون إلى غيرهم {لم يطمثهن} لم يجامعهن {إنس قبلهم} قبل أزواجهن {ولا جان}.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ

{كأنهن الياقوت} في الصفاء {والمرجان} في البياض.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} .

هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ

{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ما جزاء من أحسن في الدنيا بطاعة الله تعالى إلا الإحسان إليه في الآخر بالجنة ونعيمها.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ

{ومن دونهما}وسوى الجنتين الأوليين {جنتان} أخريان.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

مُدْهَامَّتَانِ

{مدهامتان} سوداوان لشدة الخضرة.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ

{فيهما عينان نضاختان}.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ

{فيهما فاكهة ونخل ورمان}.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ

{فيهن خيرات} نساء فاضلات الأخلاق {حسان} الوجوه.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ

{حور} سود الأحداق {مقصورات} محبوسات {في الخيام} من الذر المجوفة.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ

{لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}.

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ

{متكئين على رفرف} وهو ما فضل من الفرش والبسط. وقيل: الوسائد. {وعبقري} أي: الزرابي والطنافس {حسان} ثم ختم السورة بما ينبغي أن يمجد به ويعظم، فقال:

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}.

تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

{تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}.


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس